الحق ممن لم يقتلوا نفوسهم الأمارة بالسوء ولم ينجوا من ورطة حب الجاه سيعترضون على رسائل النور وطلابها، حفاظاً على رواج مشربهم ومسلكهم، وتوجّه اتباعهم اليهم. بل هناك احتمال قوي ان تكون المقابلة شديدة.. فعند حدوث مثل هذه الحوادث علينا بالتأني، وضبط النفس، والثبات، وعدم الولوج في العداء، وعدم التهوين من شأن رؤساء الطائفة المعارضة...
فلو افترض - فرضاً محالاً - ان اعتراضاً على رسائل النور ورد حتى من القطب الاعظم ومن مكة المكرمة، فان طلاب رسائل النور يثبتون ولا يتزعزعون، بل يتلقون اعتراض ذلك القطب الاعظم على صورة التفاتة كريمة وتحية وسلام. ويحاولون كسب توجهه وتقبيل يده وايضاح مدار الاعتراض لاستاذهم العظيم.
[مرض العصر]
نعم يا اخوتي !
انه في خضم التيارات الرهيبة والحوادث المزلزلة للحياة والعالم ؛ ينبغي ان يكون الانسان على ثبات وصلابة لاتحد بحدود، وضبط للنفس لانهاية له، واستعداد دون حدود للتضحية.
ان تفضيل المؤمنين الحياة الدنيا على الاخرة مع ايمانهم بالاخرة ومعرفتها حق المعرفة ، وترجيح قطع زجاجية تافهة على الالماس الثمين مع معرفة وعلم بها ورغبة فيها، وذلك بسيطرة دوافع الحس العمياء التي لاتبصر العقبى، وترجيح لذة آنية حاضرة على رطل من لذات صافية آجلة.. ان هذا مرض مخيف اصاب هذا العصر بل هو مصيبة من مصائبه، وبلية من بلاياه، وهو مضمون اشارة الاية الكريمة:
﴿يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة﴾ (ابراهيم: 3).