ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 121
(1-147)

انه كان من المفروض ان تنظروا الى تلك التيارات ولو قليلاً من زاوية انتشار رسائل النور والعمل لها وإفادة العالم الاسلامي. أفلا يدفعكم الفضول الى الاهتمام بها والسؤال عنها من هذه الزاوية؟
الجواب: ان الانسان الذي يخوض غمار هذه الحرب الطاحنة يمثل اصدق تمثيل الآية الكريمة ﴿انه كان ظلوماً جهولاً﴾(الاحزاب: 72) لذا لايجوز النظر الى المظالم المحيرة فضلاً عن موالاة تلك التيارات وتتبع اخبارها والاستماع الى دعاياتهم الكاذبة الخدّاعة ومشاهدة معاركها بأسىً وحزن. لأن الرضى بالظلم ظلم واذا ما مال اليه يكون ظالماً. واذا ما ركن اليه ينال زجر الآية الكريمة ﴿ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾(هود: 113).
نعم، لأن هذه الحرب المدمرة ليست لأجل إحقاق الحق وإرساء الحقيقة ولا لأجل اعلاء شأن الدين واقرار العدالة، بل تستند الى العناد والعصبية القومية والمصلحة النوعية واشباع انانية النفس، فترتكب مظالم شنيعة ومآسي أليمة لم يُرمثيلها في العالم. والدليل على ذلك:
إفناء الابرياء من اطفال وعوائل وشيوخ ومرضى بالقنابل المدمرة بحجة وجود جندي أو اثنين من جنود الاعداء فيما بينهم.. واتفاق أعتى المستبدين من البرجوازيين مع الفوضيين والارهابيين الذين هم المتطرفون من الاشتراكين والشيوعيين واهدار دماء الوف بل ملايين من الابرياء.. والاستمرار في هذه الحرب الضارة للانسانية جمعاء.. وردّ الصلح والسلام.. لذا فان الاسلام والقرآن الكريم بريئان بلاشك من مثل هذه الحروب المدمرة التي لا تنسجم مع أي قانون كان من قوانين العدالة ولا مع الانسانية ولا مع اي دستور كان من دساتير الحقيقة وقوانين الحقوق. ولا يتنازلان ولا يتذللان لمعاونة اولئك؛ لأن فرعونية رهيبة ومصلحية عجيبة تستحوذان فيهم بحيث لا يمدون يد العون الى القرآن والاسلام بل يحاولون جعلهما آلتين طيعتين في سبيل مآربهم. فلا شك ان أحقية

لايوجد صوت