ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 122
(1-147)

القرآن تأبى الاستناد الى سيوف ظالمين كهؤلاء. بل الفرض على اهل القرآن والواجب عليهم الاستناد الى قدرة رب العالمين ورحمته بدلاً من الاستناد الى قوة عجنت بدماء ملايين الابرياء.
ولما كان الالحاد يسحق اهل الدين مستنداً الى احدى القوتين المتصارعتين وان الانحياز الى التيار المخالف للزندقة يبدو كوسيلة للنجاة من جورهم، الاّ ان التجارب اثبتت ان ذلك الانحياز - في الوقت الحاضر - يولد اضراراً كثيرة دون ان يجدي نفعاً.
ثم ان الزندقة تدور -بسبب النفاق- حيث دارت مصلحتها، الى اي جهة كانت. وتجعل صديقك حليفها وتدفعه الى معاداتك. فتبقي الآثام التي اكتسبتها من الانحياز ثقيلة في عنقك.
وحيث ان وظيفة طلاب رسائل النور هى الايمان، لا تهمهم الامور الجارية في الحياة ولا يدفعهم الفضول الى النظر اليها بلهفة.
وبناء على هذه الحقيقة: فلي الحق الاّ انظـر اليها طوال ثلاث عشرة سنة وليس ثلاثة عشر شهراً فحسب.
فلقد نظرتم انتم اليها فماذا كسبتم غير الآثام؟ وماذا فقدت أنا ولم انظر اليها؟
السؤال الثاني:
ماالسبب وماوجه التخصيص لطلاب رسائل النور الخواص، انهم ضمن الطائفة المعرّفة بالآية الكريمة ﴿الذين انعمت عليهم﴾ في سورة الفاتحة، وضمن الطائفة المجاهدة في آخر الزمان المعرّفة في الحديث الشريف (لا تزال طائفة من امتي)(1) وانهم فرد من افراد المعنى الاشاري للآية الكريمة ﴿الاّ الذين آمنوا﴾..الخ، من سورة العصر.؟
-----------------

(1) رواه البخارى في كتاب الاعتصام، ومسلم في كتاب الايمان برقم 247 وكتاب الامارة برقم 174، 173، 170.

لايوجد صوت