ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 125
(1-147)

الشر، بترك تلك المئات من النتائج الخيرة، وهذا منافٍ للحكمة والحقيقة والربوبية.
ولكن الافراد الذين يتضايقون من القوانين الكلية، يمدّ الرحمن الرحيم سبحانه كل فرد عاجز ضعيف منهم بالعنايات الخاصة والامدادات الخصوصية والاحسانات المخصوصة ويسعفهم بدواء لدائهم. ولكن ليس وفق هوى ذلك الفرد، بل وفق منفعته الحقيقية، وقد يُعطى له ألماساً في الاخرة على ما طلبه من زجاج في الدنيا.

[هموم العيش الثقيلة]
كنت شديد القلق لاحتمال انفراط تساند طلاب رسائل النور - واكثرهم فقراء - وتزعزعهم امام هذه الحالات الرهيبة من هموم العيش التي اثقلت كاهل الفقراء والقحط الذي المّ بالناس - ضمن الوفرة - حيث بلغ الغلاء مبلغه في هذا الشتاء المادي والمعنوي. فأنتم يا اخوتي محتاجون ومكلفون في هذه العواصف الهوج اكثر من اي وقت آخر بالحفاظ على ترابطكم واتحادكم وغض النظر عن تقصيرات اخوانكم وعدم نشر الانتقاد فيما بينكم. حذار حذار ان يمتعض احدكم من الاخر... فلا ينتقدنّ أحدكم الآخر... وبخلاف ذلك فان اظهاركم ولو قليلاً من ضعف يستغله اهل النفاق فيلحقون بكم اضراراً بليغة.
وتجاه ضرورة هموم العيش عليكم الالتزام بالاقتصاد والقناعة. وحيث ان المصالح الدنيوية ساقت كثيراً من اهل الحقيقة واهل الطريقة الى نوع من المنافسة، فأنا قلق من هذه الجهة التي لم تزعزع طلاب رسائل النور الى الآن، ونسأل الله ألا تزعزعهم في المستقبل ايضاً. ولكن ليس الجميع على النمط نفسه من الاخلاق. واذا ما اراد البعض راحته ضمن الدائرة المشروعة فلا تعترضوا عليه. والطالب الذي يعاني حالة الضرورة يمكنه ان يقبل الزكاة.

لايوجد صوت