من ذلك الحزب بتأمل، الاّ وكان يزيل ذلك الضيق والسآمة والارهاق. وقد تكرر ألف مرة انه لم يبق اي اثر للملل والتعب - الناتجين عن الانشغال طوال خمس او ست ساعات من الليل - بقراءة سدس ذلك الحزب قبيل الفجر. نعم ان هذه الحال تدوم حتى الآن.
ولمناسبة هذه الحقيقة ابُين مسألة وحقيقة عظيمة تتعلق في الوقت الحاضر بارباب المدرسة الشرعية والعلماء:
لقد انقادت طائفة المدارس الشرعية لطائفة التكايا والزاويا الصوفية منذ سالف العصور، أي سلّموا لهم القياد وراجعوهم للحصول على ثمار الولاية. وتحرّوا عندهم أذواق الايمان وانوار الحقيقة. حتى كان عالم كبير من علماء المدرسة الشرعية يقبّل يد شيخ ولي صغير من أولياء الزاوية الصوفية ويتبعه، فطلبوا ذلك النبع الفياض بالماء الباعث على الحياة في التكايا والزوايا.
بينما أظهرت رسائل النور بالمعجزة المعنوية للقرآن الكريم - كما هو ماثل امامكم - ان في المدارس الشرعية ايضاً طريقاً قصيرة توصل الى انوار الحقيقة، وفي العلوم الايمانية ينبوع ثر هي أصفى وانقى من غيرها. وانه في العلم الشرعي، وفي الحقائق الايمانية وعلم كلام أهل السنة، طريقاًِ للولاية هي اسمى واحلى واقوى من العمل والعبودية والطريقة الصوفية.
بينما يلزم - بل الالزم - سعي علماء المدرسة الشرعية لموالاة رسائل النور باعتزاز وشوق، فان اكثرهم لا يعرفون - يا للاسف - ان هذا الكنز العظيم الباقي، وهذا النبع الفياض الباعث على الحياة، مُلك مدرستهم نفسها، ولا يبحثون عنه، ولا يحاولون الحفاظ عليه.
ولكن الآن ولله الحمد بدأت تباشير ذلك حيث جذبت مجموعة "الكلمات" العلماء والمعلمين معاً الى الانوار.