وفي هذا العصر العجيب، تتفق النفسان الأمارتان - الحقيقية والمجازية - معاً بتلقينات رهيبة،حتى تدفعا الانسان ليدخل في السيئات والآثام طوعاً وبرغبة منه، تلك السيئات التي ترتعد من شناعتها الكائنات.
حتى انني -في غضون دقيقة واحدة- وبضيق قليل جداً فوتُّ حسنة عظيمة جداً.
وقد حدث ايضاً ضمن مجاهدة معنوية عظيمة خلال عشر دقائق، عندما كان احدهم وهو في صفي يخترق صفوف أعدائي ويشقهم شقاً كمن يرميهم بمدافع ثقيلة عظيمة. فتحيّنَت تلكما النفسان الامارتان فرصة الغفلة موقتاً، اذ شَعرتُ بميلٍ للتفوق وبأثرة مظلمة الى اقبح رياء وحسد بدلاً من الشكر والحمد العظيمين حيث قلت: "لِمَ لمْ ارم القذائف أنا؟"
فالف شكر وشكر للبارئ الكريم سبحانه ان رسائل النور ولاسيما رسائل "الاخلاص" ازالت كلياً دسائس كلتا النفسين وضمدت الجراحات التي ولدتاها، مثلما ازالت الحالات التي حدثت في دقيقة واحدة، وفي عشر دقائق ازالة تامة والحمد لله. فعرفت تقصيري -تلك المعرفة التي هي استغفار معنوي- ونجوت بفضله تعالى من العذاب والآلام المضمرة التي هي جزاء معجل لذلك الخطأ.
قلق ساور قلبي فجأة
ابينه لكم:
لقد شعرتُ وادركت ان اهل الضلالة لعجزهم عن صد السيوف الألماسية لرسائل النور يريدون زعزعة رابطة الطلاب الوثيقة مستفيدين من عروق واهية نابعة من اختلاف المشارب او المشاعر مستغلين متطلبات العيش ولوازمه والغفلة التي تخيم في الربيع. اياكم واياكم ان تجد الفرقة فرجة فيما بينكم. احذروا. فالانسان لا