ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 132
(1-147)

لقد أتاني اليوم -صلاح الدين- ومسؤول من الامن -المباحث- يتعقبه، دخل عليّ من ورائه.
قلت لذلك الجاسوس الحكومي:
ان رسائل النور - ونحن الذين نتلقى الدرس منها درساً كاملاً - لن نجعلها اداةً للدنيا قاطبة ناهيك عن سياستها، ونحن لا نتدخل بدنيا اهل الدنيا، فمن البلاهة توقع الاضرار منا وذلك:
اولاً: ان القرآن الكريم قد منعنا من السياسة، لئلا تسقط في نظر اهل الدنيا الحقائق التي هي بنفاسة الالماس الى مستوى القطع الزجاجية التافهة.
ثانياً: ان الشفقة والضمير والحقيقة تمنعنا من السياسة. لانه لو كانت نسبة المنافقين الملحدين الذين يستحقون العقاب اثنين من عشرة، فهناك سبع أو ثمان من الابرياء من أقاربهم وذويهم. وهناك الاطفال والعوائل والشيوخ والمرضى. فاذا نزلت المصيبة والبلاء فان اولئك الابرياء الثمانية سيسقطون في أتون المصيبة. ولربما سيلحق بالمنافقين الاثنين والملحدين ضرر طفيف. ولهذا فان ما في ماهية رسائل النور من الشفقة والرحمة والحق والحقيقة قد حالت دون الدخول في السياسة بوسائل الاخلال بالادارة والنظام فضلاً عن أن نتائجها مشكوك فيها.
ثالثاً: ان هذا الوطن وهذه الامة والحكومة - مهما كان شكلها - بحاجة ماسة الى رسائل النور. فينبغى لأعتى الملحدين منهم ان يميل الى دساتيرها المتسمة بالدين والحق ناهيك عن الخوف منها والعداء لها، اللهم الاّ اذا كانت خيانة فاضحة للامة والوطن والحاكمية الاسلامية. لأن هناك خمسة اسس ضرورية لانقاذ هذه الامة وهذا الوطن في حياتها الاجتماعية والسياسية ونجاتها من الفوضى والارهاب ومن المخاطر العظيمة:

لايوجد صوت