ثم ان ذلك الشخص المحترم، كان داخلاً في دائرة رسائل النور، واشترك في استنساخ الرسائل، فهو اذن ضمن تلك الدائرة، فاصفحوا عنه حتى لو كان يحمل خطأ فكرياً.
فليس مثل هذا الشخص الفاضل من ذوي الدين والتقوى المنسوبين الى الطرق الصوفية بل حتى من المؤمنين المنسوبين الى فرق ضالة، لا ينبغي ان نثير معهم نزاعاً وخصاماً في هذا العصر العجيب، بل لا نجعل نقاط اختلاف ونزاع موضع نقاش مع المؤمنين بالله واليوم الآخر حتى لو كانوا من النصارى.
هذا ما يقتضيه هذا العصر العجيب، وما يقتضيه مسلكنا الذي نسلكه، وما تقتضيه خدمتنا المقدسة.
ولأجل الحيلولة دون ظهور عوائق اجتماعية وسياسية امام انتشار رسائل النور في العالم الاسلامي، ينبغي لطلاب رسائل النور اتخاذ سلوك المصالحة. اياكم واياكم ان تتعرضوا لصلاة الجماعة والجمعة(1) للعلماء، فلا تنتقدوا المشتركين فيها. أما قول الامام الرباني: "لا تدخلوا مواضع البدع" فالمقصود منه لا ثواب فيها، وليس معناه بطلان الصلاة، لأن قسماً من السلف الصالحين قد صلّوا خلف يزيد والوليد. ولكن اذا كان المرء يتعرض للكبائر في اثناء ذهابه الى المسجد وايابه منه، فالأولى ان يظل في معتكفه...
يذكر اخونا في رسالته عن اخواننا الجدد الشجعان الثابتين. فنحن نقبلهم بكل مهجنا وارواحنا. ولكن الداخلين في دائرة رسائل النور لأجل ان يقدروا شجاعتهم الشخصية حق قدرها يبذلون شجاعتهم في ثبات لا يتزعزع ومتانة لا تلين وترابط لاينفصم مع اخوانه. فيجب تحويل تلك الشجاعة الشخصية التي هي بحكم قطع زجاجية متكسرة الى الماس التضحية الصدّيقية الناشدة للحقيقة.
نعم ان اهم اساس في مسلكنا بعد الاخلاص التام هو الثبات والمتانة. وبهذه المتانة حدثت وقائع كثيرة اثبتت ان امثال هؤلاء
--------------
(1) حيث كان الاذان والاقامة والخطبة بالتركية.