الذين نذروا حياتهم في خدمة النور يقابل كل منهم مائة شخص، فالشخص الاعتيادي الذي لا يتجاوز عمره الثلاثين قد فاق أولياءً يتجاوزون الستين من العمر.
ثم ان شخصاً حتى لو كانت شجاعته حسنة. فانه بعد دخوله جماعة متساندة لا يستطيع ان يستعمل شجاعته تلك، حفاظاً على راحة جماعته وصيانةً لعدم زعزعتهم، فلابد من العمل وفق الحديث الشريف (سيروا على سير اضعفكم)(2).
ويلزم عدم الخوض في مسائل النزاع، وعدم طرق مسائل القبعة والاذان واستعمال عناوين الدجال والسفياني مع الغرباء حيث يسبب هذا اتخاذ العلماء واهل السياسة تجاه رسائل النور موقف المجابهة والتعدي عليها. فالحذر هو الألزم.. والواجب ضبط النفس، حتى ان عدم الاخذ بالحذر ولو جزئياً يؤثر حتى هاهنا.
وان رسائل النور ليست دائرة واحدة بل لها طبقات كالدوائر المتداخلة. فهناك طبقة الاركان والمالكين والخواص والناشرين والطلاب والموالين وامثالها من الطبقات.
فمن لم يكن اهلاً للدخول في طبقة الاركان لا يطرد خارج الدائرة، بشرط عدم موالاته لتيار يخالف رسائل النور، والذي ليست له ميزات الخواص يمكن ان يكون طالباً بشرط عدم الدخول في مسلك مضاد، والذي يعمل بالبدعة يمكن ان يكون صديقاً بشرط عدم موالاته قلباً لها.
ولهذا لا تخرجوا احداً من جراء خطأ طفيف خارج الدائرة لئلا يلتحق بصف الاعداء. ولكن لا يُشرَك هؤلاء في التدابير الدقيقة التي يتخذها اركان رسائل النور ومالكوها.
---------------
(2) قال في المقاصد: لا اعرفه بهذا اللفظ، ولكن معناه في قولهy: اقدر القوم بأضعفهم فإن فيهم الكبير والسقيم والبعيد وذاالحاجة. ورواه الشافعي في مسنده وكذا الترمذي وحسّنه، وابن ماجه والحاكم وقال: على شرط مسلم، وابن خزيمة وصححه (كشف الخفاء 1518 باختصار).