ومن جراء هذه المصيبة يقع المؤمنون الحقيقيون احياناً في خطأ جسيم كموالاتهم أهل الضلالة. نسأله تعالى ان يجنّب أهل الايمان وطلاب رسائل النور من شر هذه المصيبة. آمين .
سعيد النورسي
[رزق طالب العلم]
لقد اقتنعت قناعة تامة بعد حوالى ألف من التجارب أنه:
في اليوم الذي اكون في خدمة رسائل النور أشعر بانكشاف وانبساطٍ وفرح وبركة في قلبى وفي بدني وفي دماغي وفي معيشتي حسب درجة تلك الخدمة. وقد شعرت من اخوتي الكثيرين -سواءً هنا أم هناك- الحالة نفسها ومازلت أشعر بها، وكثيرون يعترفون قائلين: "اننا نشعر بها ايضاً". حتى أنني اعتقد -كما كتبته لكم في السنة الماضية- ان السر في عيشي الكفاف وما يقيم الأود قد كان من تلك البركة.
وهناك رواية عن الامام الشافعي رضي الله عنه انه قال: انا ضامن رزق طالب العلم الخالص؛ لان في رزقهم بركة وسعة.
ولما كانت الحقيقة هي هذه وان طلاب رسائل النور قد اظهروا الأهلية التامة لعنوان "طالب العلم" في هذا الزمان، فلا ينبغي التخلي عن خدمة رسائل النور تجاه هذا القحط والجوع المنتشر. مع ادراك ان افضل علاج لهذا هو الشكر والقناعة والارتباط بصفة الطالب لرسائل النور، وعدم ترك الخدمة بحجة الضرورة لهاثاً وراء متطلبات العيش.
نعم ان هموم العيش هذه قد احاطت بالناس كلهم من كل جهة. وأهل الضلالة يستغلون هذا الوضع. ويجد أهل الدين انفسهم معذورين قائلين: ماذا نعمل انها ضرورة. لذا فعلى طلاب رسائل النور مواجهة بلاء الجوع والضرورة برسائل النور ايضاً. فوظيفة