ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 114
(1-147)

هذا وان الأهمية البالغة التي وردت في الحديث الشريف حول تجديد الدين، انما هي باعتبار التجديد في الحقائق الايمانية، ولكن نظراً لان أفكار عامة الناس، والذين حصروا همهم في الحياة الدنيا تتوجه أول ما تتوجه الى الحياة الاجتماعية الاسلامية والسياسة الدينية التي تبدو اكثر أهمية من غيرها وأوسع واعظم مدى، لما لها من جاذبية وهيبة في السلطة والحكم، فترى ان هؤلاء ينظرون بتلك العدسة ومن تلك الزاوية الى الامور ويفسرونها في ضوئها.
ثم انه يبدو بعيداً جداً، بل يكاد يكون غير ممكن اجتماع هذه الوظائف الثلاث كلها في شخص واحد، أو في جماعة واحدة، في هذا العصر، وعلى الوجه الاكمل، ومن دون ان تعيق احداها الاخرى. بل قد لا تجتمع أصلا تلك الوظائف الا في "السيد المهدي" الذي يمثل الجماعة النوارنية لآل البيت النبوي في آخر الزمان، وفي الشخص المعنوي لجماعته.
فللّه الحمد بما لا يتناهى من الحمد؛ ان دفع الشخص المعنوي لطلاب رسائل النور وحقيقتها -في هذا العصر- لأداء وظيفة التجديد من حيث المحافظة على الحقائق الايمانية.
وهي منذ عشرين سنة تؤدي تلك الوظيفة المقدسة بنشرياتها المؤثرة والفاتحة للقلوب صادةً صولات الزندقة القوية الرهيبة وغارات الضلالة منقذة ايمان مئات الالوف من اهل الايمان، والشاهد على ذلك اكثر من اربعين الفاً من الشهود.
يقول استاذنا:
لا ينبغى ان يكون شخصي العاجز الضعيف موضع النظر وتحميل كاهلي هذا الثقل العظيم بما يفوق حدي بالوف المراتب. وهو يخصكم بالسلام، ونحن بدورنا نخصكم بالسلام ومن له علاقة برسائل النور هناك.

لايوجد صوت