ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 111
(1-147)

السبب الثاني: ان الحرص والطمع يسوقان الانسان - من زاوية الفقر والضعف الانساني - الى جلب توجه الناس وتلبّس أوضاع متكلفة للرياء والظهور.
ولما كان طلاب النور يحصلون على عزة الايمان باسترشادهم بدروس (رسائل النور) كالاقتصاد والقناعة والتوكل على الله والرضى بقسمته، فانها باذن الله تمنعهم عن الرياء والعجب والتنازل لمنافع الدنيا.
السبب الثالث: ان حرص الانسان على الشهرة، وحب الجاه، وطلب نيل المقامات، والتفوق على الاقران وامثالها من الاحاسيس والمشاعر، وكذا التظاهر بمظهر حسن رفيع وتقمص طور اشخاص عظام لا يليق به، وجلب انظار الناس واعجابهم نحوه بما هو فوق حدّه وطاقته، وما شابهها من أنواع التصنع والتكلف في الاعمال.. كلها تسوق الى الرياء.. ولكن لما كان طلاب رسائل النور قد حوّلوا "انا" الى "نحن" أي تركوا الانانية ودخلوا ضمن دائرة الشخصية المعنوية للجماعة ويسعون في اعمالهم باسم تلك الشخصية، أي يقولون "نحن" بدلاً من "أنا".. وكما قد نجا أهل الطرق من الرياء بوسائل قتل النفس الأمارة والأخذ بقاعدة: "الفناء في الشيخ" و"الفناء في الرسول".. فان احدى تلك الوسائل هي "الفناء في الاخوان"، أي اذابة الشخصية الفردية في حوض الشخصية المعنوية لاخوانه وبناء أعماله على وفق ذلك، أقول: انه كما قد نجا أهل الحقيقة بتلك الوسائل من ورطة الرياء ينجو باذن الله طلاب النور بهذا السر أيضاً.
النقطة الثالثة:
انه لا تعد من الرياء والعجب قط تلك الأطوار والاوضاع الرفيعة التي يقتضيها مقام اداء الواجب الديني، وجعل الناس يتقبلونه قبولاً

لايوجد صوت