رؤيا" المنشور في كتاب "السانحات"(1) والمطبوع قبل عشرين سنة.
فقد قال ذلك المجلس المعنوي في ذلك الوقت: ما الحكمة في انهزام الدولة العثمانية في هذه الحرب التي انتهت باندحار الألمان؟
وقال سعيد القديم جواباً: لو كنا منتصرين لكنّا نضحي بكثير من المقدسات الدينية في سبيل الحضارة الاوروبية - كما ضحت بها بعد سبع سنوات - ولكانت تطبّق بالقوة والاكراه وبسهولة تامة النظام المطبق في الاناضول في العالم الاسلامي، ولاسيما في الحرمين الشريفين ويعمم باسم المدنية الاوروبية. ولهذا سمح القدر الالهي بانهزامنا في الحرب بفضل العناية الالهية حفاظاً على تلك الاماكن المباركة.
وبعد مرور عشرين سنة على هذا الجواب تماماً سئلت ايضاً في الليل، كالذي في الحوار: في الوقت الذى هناك منبع عظبم لنصر سياسي في الاوساط الدولية، وهو البقاء على الحياد و استرجاع الملك الضائع، وانقاذ مصر والهند وجلبهما الى الاتحاد معنا، فما الحكمة من اختفاء هذا المنبع العظيم عن انظار هؤلاء الاذكياء بل الدهاة حتى سلكوا طريقاً ضاراً فانحازوا الى عدو مشكوك في امره (الانكليز) مضطرب لا يوثق به ولافائدة ولاجدوى من الانحياز اليه(2).
سئلت هذا السؤال، وكان الجواب الوارد من جانب معنوي هو:
ان الجواب الذى اجبته عن سؤال معنوى قبل عشرين سنة، هو جواب هذا السؤال بالذات أى:
-------------
(1) المنشور ضمن مجموعة "صيقل الاسلام".
(2) كانت الحكومة التركية آنذاك منحازة الى الانكليز تحت غطاء الموقف الحيادي من الحرب، وانحازت الى جانبها فعلاً قبل انتهائها بقليل حيث اعلنت الحرب على الالمان - المترجم.