ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 23
(1-147)

[مهمة رسائل النور]
ان رسائل النور لاتعمّر تخريبات جزئية، ولاترمم بيتاً صغيراً مهدماً، بل تعمّر ايضاً تخريبات عامة كلية، وترمم قلعة عظيمة -صخورها كالجبال- تحتضن الاسلام وتحيط به. وهي لا تسعى لاصلاح قلب خاص ووجدان معين بل تسعى ايضاً -وبيدها اعجاز القرآن- لمداواة القلب العام المجروح، وضماد الافكار العامة المكلومة بالوسائل المفسدة التي هُيئت لها وركّمت منذ ألف سنة، وتنشط لمداواة الوجدان العام الذي توجّه نحو الفساد نتيجة تحطم الاسس الاسلامية وتياراته وشعائره التي هي المستند العظيم للجميع ولا سيما عوام المؤمنين. نعم انها تسعى لمداواة تلك الجروح الواسعة الغائرة بأدوية إعجاز القرآن والايمان.
فأمام هذه التخريبات الكلية الرهيبة، والشقوق الواسعة، والجروح الغائرة، ينبغي وجود حجج دامغة واعتدة مجهّزة بدرجة حق اليقين وبقوة الجبال ورسوخها، ووجود أدوية مجرّبة لها من الخواص ما يفوق الف ترياق وترياق (مضاد للسموم) ولها من المزايا ما يضاهي علاجات لا حدّ لها.
فرسائل النور النابعة من الاعجاز المعنوي للقرآن الكريم، تؤدي هذه المهمة وفي هذا الوقت اتم اداء، وتحظى في الوقت نفسه بكونها مدار انكشاف لمراتب غير محدودة للايمان ومصدر رقي في مدارجه السامية غير المتناهية.
وعلى هذا المنوال جرت مكالمة طويلة، فسمعتها كاملة، وشكرت الله كثيراً. اجملتها لكم.
ولمناسبة هذه الحادثة اُبيّن لكم حادثة وردت على خاطري في هذه الايام:
عندما كنت أذكر كلمة التوحيد في ختام اذكار الصلاة ثلاثاً وثلاثين مرة وردت هذه الخاطرة على قلبي: ان ساعة التفكر

لايوجد صوت