ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 68
(1-147)

شخص له علاقة معنا يشكو كالكثيرين، انه فقد اذواقه واشواقه التي كان يجدها في اوراده سابقاً عندما كان منتسباً الى الطرق الصوفية والآن يغلب عليه النوم والضيق. فقلنا له:
كما ان الفساد الذي يعتري الهواء يولد ضيقاً في الانسان ولاسيما فيمن له حساسية في الصدر كذلك يفسد الهواء المعنوى احياناً، ولاسيما في هذا العصر الذي ابتعد عن المعنويات، ولاسيما في البلدان التي شاعت فيها الاهواء النفسانية والشهوية، ولاسيما بعد انقضاء الشهور الثلاثة المحرمة والشهور الثلاثة المباركة التي يتصفى فيها الهواء المعنوي بصحوة العالم الاسلامي وتوجه عموم الناس الى الله. وبانقضاء تلك الشهور وتوقف ذلك التوجه العام تجد الضلالات الفرصة سانحة، للتأثير على افساد الهواء، تحت مضايقات الشتاء، وانكسار تسلط الحياة الدنيوية والاهواء النفسانية، فيغلب على الانسان النوم والنعاس بدلاً من الشوق والذوق لدى قراءة مثل هذه الاوراد القدسية في اثناء انحسار الشوق الاخروي لدى اهل الايمان والاسلام ولاسيما بمجئ الربيع وانكشاف الحياة الدنيوية.
بيد أن الاعمال الصالحة والامور الاخروية التي ترافقها المشقات والمصائب والمضايقات - رغم فقدها للاذواق - هى أسمى واجزل ثواباً، حسب مضمون (خير الامور احمزها)(1) لذا ينبغى للانسان الشكر مسروراً ومتجملاً بالصبر لأمله في زيادة الثواب من خلال ذلك الضيق والمشقات.
الخامس:
يبرر احد طلاب النور، عدم سعيه لرسائل النور لازدياد هموم العيش.
----------------


(1) ذكر في اللآلئ عقبة ان مسلماً روى في صحيحه قول عائشة: انما اجرك على قدر نصبك وهو في نهاية ابن الاثير مروي عن ابن عباس بلفظ سئل رسول اللهy: أي الاعمال أفضل؟ قال: أحمزها. (اقواها وأشدها) (باختصار عن كشف الخفاء 459).

لايوجد صوت