ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 83
(1-147)

لذا فالذي يقوم بالهدم والدمار ينبغي ان يقابَل بعشرين ممن يبنون ويعمرون تلك النواحي، بيد أننا نرى العكس. فالالوف من الهدامين لا يقابلهم الا معمر واحد وهو رسائل النور.
لذا فمقاومة خدام القرآن الكريم وحدهم تلك التخريبات المريعة انما هي عمل خارق جداً. فلو كانت هاتان القوتان المتقابلتان على مستوى واحد من القوة، لكنت ترى في التعمير والبناء - الروحي والاخلاقي - خوارق وفتوحات عظيمة جداً.
ولنضرب مثلاً واحداً فقط:
ان أعظم ركيزة في الحياة الاجتماعية هي: توقير الصغير للكبير ورحمة الكبير للصغير. الا اننا نرى ان هذا الاساس قد تصدع كثيراً. حتى اننا نسمع اخباراً مؤلمة جداً، وحوادث مفجعة جداً تجاه الآباء والامهات، تقع من جراء خراب هذا الاساس الراسخ.
ولكن بفضل الله فان الرسائل القرآنية اينما حلت قاومت الدمار، وحالت دون تهدم هذا الاساس الاجتماعي المتين، بل حاولت تعميره.
فكما يعيث ياجوج وماجوج في الارض الفساد بخراب سد ذي القرنين، فان فساداً أبشع من فساد ياجوج وماجوج قد دبّ في العالم وأحاطه بظلمات الارهاب والفوضى وعمت الحياة والاخلاق مظالم شنيعة وإلحاد شنيع.. فظهر الفساد في البر والبحر، نتيجة تزلزل السد القرآني العظيم، وهو الشريعة المحمدية الغراء.
لذا فان الجهاد المعنوي لطلاب النور ضد هذا التيار الجارف يعدّ - باذن الله - جهاداً عظيم الثواب ، اذ فيه قبس من جهاد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين يثابون بعمل قليل ثواباً عظيماً.
فيا اخوتي الاعزاء:
في مثل هذه الاوقات العصيبة، وامام هذه الاحداث الجسام، فان اعظم قوة لدينا - بعد قوة الاخلاص - هي قوة "الاشتراك في

لايوجد صوت