ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 85
(1-147)

سابقتين - كافية للقلب والعقل، الاّ انها لا تشبع النفس المتلهفة للحوادث.
وخطر على القلب في الاذكار نفسها:
ان سببه المهم هو: تنبّه شعور الانحياز عند النظر اليه، حيث ان نظر المنحاز كليل عن ذنوب من يميل اليه. فيرضى بظلمه بل قد يبتهج ويفرح ويرحّب به. والحال كما ان الرضا بالكفر كفر كذلك الرضا بالظلم ظلم. فلاشك ان في هذا الصراع القائم على الكرة الارضية مظالم ودماراً تبكي من هوله السموات، اذ تضيع وتفنى حقوق كثير من الابرياء والمظلومين، لان دستور المدنية الدنيّة الظالم هو: يُضحّى بالفرد لأجل الجماعة ولا يُنظر الى الحقوق الجزئية من اجل سلامة الأمة. وقد فتح هذا الدستور ميدان مظالم شنيعة لم يُر مثلها حتى في القرون الاولى. بينما العدالة الحقيقية للقرآن المبين انه لايُفدى بحق الفرد لأجل الحفاظ على الجماعة، فالحق حق، لاينظر الى كثيره وقليله.
فهذا هو القانون السماوى والعدالة الحقة، لذا فالذين ينشغلون بحقائق القرآن كطلاب رسائل النور ان لم تكن هناك ضرورة فلا ينظرون الى تلك الامور لإشباع الفضول وحده، دون ان يجنوا فائدة ما. ولا يليق بهم الانشغال فكرياً بمتابعة اعمال ذلك التيار، على أمل ان يخدم الاسلام والقرآن في النتيجة! حيث ان النتيجة لم تحصل. فلا داعي الى تشجيع تخريباتهم الظالمة. وبهذا تبعت النفسُ العقلَ والقلبَ وتركتْ فضولها... نعم هكذا فهمت.
المسألة الثانية:
ان احراز رسائل النور النصر في اسبارطة والغلبة فيها قد فاجأ الزنادقة وأذهلهم، لذا قام بعض هؤلاء الزنادقة المتمردين والمعاندين - ممن يحملون الروح الخبيثة وأفكار ذلك الشخص الذي ولّى ومات - ستراً لهزيمتهم هذه بالهجوم على القرآن وعلى

لايوجد صوت