وبما لا استحقه من مقام. فانا ابيّن لكم بياناً قاطعاً، مثلما كتبته لأخوتي الخواص في مكاتيب خاصة. انني لا اقبل توجه الناس لشخصي واقبالهم عليّ وأرفضه رفضاً باتاً، وذلك لمنافاته مسلكنا واخلاصنا. حتى انني جرحت شعور كثير من اخوتي الخواص في هذه الناحية. الاّ انني كتبتُ - في المؤلفات - الإخبارات المستقبلية التي قبلتُها للافاضل الذين بيّنوا قدر رسائل النور وأهميتها، والتي هي تفسّر القرآن الحكيم تفسيراً حقيقياً. واثبت انني خادم بسيط ليس الاّ. ولو افترض - فرضاً محالاً - انني ملت الى هذا الاقبال من الناس، فان هذا التوجّه سيخدم استتباب النظام،وستصيبكم فائدته ايضاً كما تصيب امثالكم من المسؤولين عن النظام.
فما دام الموت لا يُقتل، فهو اذن مسألة جليلة اعظم من الحياة نفسها. بينما تسعون بالمائة من الناس يسعون للحصول على السلامة في هذه الحياة، اما نحن طلاب رسائل النور، فنجاهد الهجمة القوية للموت التي ستصيب كل أحد من الناس. فللّه الحمد والمنة فقد استطاعت رسائل النور حتى الآن تحويل الاعدام الابدي للموت لمئات الالوف من الناس، الى تذكرة تسريح. ونستطيع ابراز مئات الالوف من الشاهدين على ذلك.
فبينما ينبغي لكم ولأمثالكم من محبى الامة والوطن ان يشجعونا ويحثونا - من زاوية هذه الحقيقة - فان وضعنا تحت الاتهامات جرياً وراء الاوهام والشبهات، ومن ثم ازعاجنا بالترصد والمراقبة المستديمة، كم هو بعيد عن الانصاف والحمية.. هذا ما نحيله الى انصافكم.
سعيد النورسي
المسجون في السجن المنفرد
بصورة غير رسمية
[الى مدير الامن لولاية آفيون]
ثقة مني بوجدانكم وانسانيتكم ابيّن لكم اموري الخاصة جداً. فانتم مرتبطون بنا بروابط كثيرة بحكم وظيفتكم، حيث لم تقع اية حادثة تخل بالنظام، من قبل مئات الالوف من طلاب رسائل النور وفي مدى عشرين سنة. والدليل على هذا اعتراف كثير من ضباط الامن بذلك، وعدم تسجيلهم اي شئ ضدّنا.