ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 34
(1-85)

لِمَ تقوم بما لم يقم به أحد من الناس، لمَ لا تلتفت الى قوى على جانب عظيم من الأهمية، تستطيع ان تعينك في أمورك، فتخالف جميع الناس. بل تظهر استغناءً عنهم؟.
ثم لِمَ ترفض بشدة مقامات معنوية رفيعة يجدك طلاب النور الخواص أهلاً لها، فتتجنبها بقوة في حين يتمناها الناس ويطلبونها، فضلاً عن انها ستقدم خدمات جليلة في سبيل نشر رسائل النور وتمهد السبيل لفتوحاتها.؟
الجواب:
ان أهل الايمان - في الوقت الحاضر - محتاجون أشد الحاجة الى حقيقة جليلة نزيهة بحيث لا يمكن ان تكون وسيلة للوصول الى شئ، ولا تابعة لأي شئ كان، ولا سلماً للوصول الى مآرب أخرى، ولا يتمكن أي غرض أو أي قصد كان من أن يلوثها، ولا تتمكن الفلسفة أو الشبهات أن تنال منها. فالمؤمنون محتاجون الى مثل هذه الحقيقة النزيهة لترشدهم الى حقائق الايمان، حفاظاً على ايمان المؤمنين في هذا العصر الذي اشتدت فيه صولة الضلالة التي تراكمت شبهاتها منذ ألف سنة.
فانطلاقاً من هذه النقطة فان رسائل النور لا تعبأ بالذين يمدّون لها يد المعاونة سواءً من داخل البلاد أو خارجها ولا تهتم بما يملكونه من قوى ذات أهمية بل ولا تبحث عنهم ولا تتبعهم. وذلك لكي لا تكون في نظر المسلمين عامة وسيلة للوصول الى غايات دنيوية ولن تكون الا وسيلة خالصة للحياة الخالدة الباقية. لذا فهي بحقيقتها الخارقة وبقوتها الفائقة تتمكن من ازالة الشبهات والريوب المهاجمة على الايمان.
 اما المقامات النورانية والمراتب الأخروية التي هي درجات معنوية مقبولة لدى أهل الحقيقة قاطبة بل يرغبون فيها، ولا ضرر منها، وقد منحها لك اخواننا المخلصون بما يحملون نحوك من حسن الظن، وهي لا تلحق ضرراً باخلاصكم -حتى لو قبلتها لا يرفضون قبولك لكثرة ما لديهم من حجج وبراهين عليها- الاّ انك ترفض تلك المقامات بغضب وحدّة لا تواضعاً او تجرداً وترفعاً منك، بل حتى تجرح مشاعر اخوانك الذين منحوك تلك المقامات، فتتجنبها بشدة..!
الجواب:
كما ان شخصاً غيوراً يضحِّي بنفسه انقاذاً لحياة اصدقائه، كذلك لأجل الحفاظ على الحياة الأبدية للمؤمنين من صولة اعداء خطرين، أضحي اذا لزم

لايوجد صوت