ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 33
(1-85)

اولاً: ان حقيقة خالدة دائمة لاتبنى على اشخاص فانين زائلين. ولو بنيت عليهم لنجم ظلم واجحاف شديدان. اذ المهمة التي لها الدوام والكمال من كل جانب لاتربط بأشخاص معرضين للفناء، ومبتلين بالاهانات. فإن رُبط الامر بهم، تصاب المهمة نفسها بضرر بالغ.
ثانياً: ان رسائل النور ليست نابعة من بنات افكار المؤلف بفيض القرآن الكريم أو بلسان حاجته الروحية، فهي ليست فيوضات متوجهة الى حاجة المؤلف واستعداده وحده بل هي ايضاً نابعة من طلب مخاطبي ذلك المؤلف وزملائه في درس القرآن الافاضل الخالصين الصادقين الصلبين، وسؤالهم روحاً تلك الفيوضات وقبولها والتصديق بها وتطبيقها. فهي مستفاضة من القرآن الكريم من هذه الجهات وامثالها من جهات كثيرة اخرى. فهي فيوضات تفوق كثيراً استعداد المؤلف وقابليته. فكما ان اولئك المخاطبين اصبحوا السبب في ظهور رسائل النوركذلك هم الذين يشكلون حقيقة الشخص المعنوي لرسائل النور وطلابها. أما المؤلف فله حصة من تلك الحقيقة، وقد يكون له حظ شرف السبق إن لم يفسده بعدم الاخلاص.
ثالثاً: ان هذا الزمان زمن الجماعة، فلو بلغ دهاء الاشخاص فرداً فرداً حد الخوارق، فلربما يُغلب تجاه الدهاء الناشئ من شخص الجماعة المعنوي. لذا أقول كما كتب ذلك الاخ الكريم: ان مهمة ايمانية جليلة بحيث تنور عالم الاسلام من جهة وناشئة من انوار دهاء قدسي، لاتحمّل هذه المهمة على كاهل شخص واحد ضعيف مغلوب ظاهراً، يتربص به اعداء لا يعدّون و خصماء ألدّاء يحاولون التنقيص من شأنه بالإهانات. فلو حُمّلت، وتزعزع ذلك الشخص العاجز تحت ضربات اهانة اعدائه الشديدة، لسقط الحمل وتبعثر.


[حاجة أهل الايمان الى حقيقة نزيهة ]
أخوتي الاعزاء الصديقين الثابتين المخلصين!
سؤال في منتهى الأهمية، يسألنيه من له علاقة بي، ويرد في نفسي أيضاً، فهو سؤال معنوي ومادي في الوقت نفسه. وهو:

لايوجد صوت