ملحق أميرداغ -1 | المكتوب السابع والعشرون | 84
(1-85)

لقد استدعاني مصطفى كمال الى آنقرة لاجل تكريمي وجعلي واعظاً عاماً لجميع الولايات الشرقية. فذهبت الى آنقرة، الاّ ان المواد الثلاث الآتية جعلتني اتخلّى عن محبته ومودته. فعانيت العذاب طوال عشرين سنة في حياة الانزواء ولم اتدخل في امورهم الدنيوية.
المادة الاولى:
لقد أظهر بأفعاله انه هو الذي اخبر عنه الحديث الشريف الوارد حول ظهور شخص في آخر الزمان يسعى للاضرار بالاعراف الاسلامية. وفسرت هذا الحديث الشريف قبل ست وثلاثين سنة، ثم ظهر معناه مطابقاً في هذا الشخص. وله ايضاح في المادة الثالثة في دفاعاتي امام المحكمة.
المادة الثانية:
ان وجود شئٍ ما وتعميره وحياته، قائم بوجود جميع اركان ذلك الشئ او شروطه، بينما عدمه وتخريبه وموته يكون بفساد شرط واحد. هذه قاعدة حقيقية حتى اصبحت مضرب الامثال في ألسنة الناس: "التخريب اسهل من التعمير".
فبناء على هذه القاعدة الرصينة فان النقائص الفاضحة والدمار الرهيب الظاهر نابعة من اخطاء ذلك القائد. اما الانتصارات الباهرة فهي صادرة من بطولة الجيش فبينما ينبغي ان يكون الامر اسناد السيئات اليه ومنح الحسنات الى الجيش، الاّ ان الامر يكون بخلاف هذا كلياً، اذ تُسند حسنات الجماعة الى من في رأس الامر ويسند شر ذلك الشخص الى الجماعة. وهذا ظلم شنيع.
المادة الثالثة:
ان اسناد حسنات الجماعة وانتصارات الجيش الى القائد الآمر، واعطاء ذنوب ذلك الآمر الى الجماعة بأكملها يعني التهوين من شأن الوف الحسنات وجعلها حسنة واحدة، وجعل الخطأ الواحد الوف الاخطاء. إذ كما ان فوجاً من الجيش لو قتلوا عدواً شرساً فان كل فرد من افراد ذلك الفوج يُمنحون مرتبة المجاهد، ولكن لو اعطيت تلك الرتبة الى آمرهم فقط فان ألف رتبة من رتب "المجاهد" تنزل الى رتبة واحدة فقط. فلو حصلت جريمة قتل نتيجة خطأ ارتكبه قائد ذلك الفوج ثم أُسندت هذه الجريمة الى الفوج كله، فان تلك الجريمة

لايوجد صوت