ينسجم مع فكره السياسي. وفي الوقت نفسه انتقد عالماً صالحاً يحمل افكاراً تخالف افكاره، انتقاداً شديداً حتى وصمه بالفسق.
بمعنى ان عرق المنافسة لو اختلط معه التحيز السياسي، لنشأت اخطاء عجيبة مثل هذا. ولهذا قلت: اعوذ بالله من الشيطان والسياسة، فتركت السياسة من ذلك الوقت.
ونتيجة لتلك الحالة - وانتم اعلم بها - فانني لم اقرأ منذ عشرين سنة جريدة واحدة ولم اهتم بحوادث الحرب طوال عشر سنوات ولم استمع الىها ولم اتلهف لها، بل لم احاول ان اعرف عنها شيئاً. وطوال اثنتين وعشرين سنة من سني الاسر والعذاب لم ادنُ من الانحياز والموالاة الى جهة او الدخول في السياسة، وذلك لئلا يتضرر الإخلاص الذي تحمله رسائل النور. فلم اراجع دوائر الدولة لاجل راحتي، سوى لعرض دفاعاتي امام المحاكم.
ثالثاً: تعلمون انني لا أقبل الصدقات والمعونات، كما لا أكون وسيلة لأمثالها من المساعدات، لذا ابيع ملابسي الخاصة وحاجياتي الضرورية، لأبتاع بثمنها - من اخوتي - كتبي التي استنسخوها وذلك لأحول دون دخول منافع دنيوية في اخلاص رسائل النور، لئلا يصيبها ضرر. وليعتبر من ذلك الاخوة الآخرون، فلا يجعلوا الرسائل وسيلة لأي شئ كان.
رابعاً: رسائل النور كافية لطلاب النور الحقيقيين، فليرضوا بها ويطمئنوا اليها، فلا يتطلعنّ احدٌ منهم الى مراتب اعلى وأسمى، أو منافع معنوية ومادية.