انقاذ الايمان، وذلك بالقيام بدحض الفلسفة والفكر المادي قبل كل شئ. لانتشار أفكار الماديين والطبيعيين انتشار الطاعون في البشرية واستيلاء العلوم والفلسفة المادية على الاذهان.
ان حفظ أهل الايمان من شرور الضلالة، يقتضي اجراء تحقيقات علمية واسعة وابحاث متواصلة دائبة، التي تتطلب التجرد من هموم الدنيا ومشاغلها تجرداً كاملا، ولا يسمح الوقت والأحوال لقيام "السيد المهدي" بمهمته هذه بالذات، لأن اعباء الحكم في الخلافة الاسلامية لا تدع وقتاً له للانشغال بتلك الأمور. فلابد ان تنهض - بتلك المهمة - قبله طائفة في جهة ما . وسيجعل "السيد المهدي" ما دوّنه هؤلاء من أثر منهاجاً معداً له، فيكون قد أدى تلك المهمة على أتم وجه.
ان القوة التي تستند اليها هذه الوظيفة وجيشها المعنوي، ما هم الاّ طلاب يتصفون اتصافاً تاماً بالاخلاص والوفاء والترابط. فمهما كانوا قلة فهم يعدّون بقوة الجيش واهميته معنىً.
الوظيفة الثانية:
احياء الشعائر الاسلامية في المجتمع باسم الخلافة المحمدية، وانقاذ البشرية من المهالك المادية والمعنوية والغضب الالهي، مستنداً الى وحدة العالم الاسلامي.
ونقطة استناد هذه الوظيفة والعاملين لها يلزم ان يكون جيوشاً تعدادها الملايين.
الوظيفة الثالثة:
يسعى "السيد المهدي" لإقامة الشريعة الاسلامية و تنفيذ أحكام القرآن بعد ان لحق العطب بتطبيق كثير من أحكام القرآن، وبعد ان عطلت القوانين الشرعية بعض التعطيل من جراء الانقلابات التي حصلت بمرور الزمن. فيحظى لاداء مهمته الجسيمة هذه بالتأييد المعنوي من جميع المؤمنين، و بمؤازرة الوحدة الاسلامية، وبالتحاق جميع العلماء والأولياء به ولاسيما ملايين الأبطال المضحين من آل البيت الذين يوجدون وبكثرة وقوة في كل عصر من العصور، فيشدون جميعهم أزره و يسندون ظهره في سبيل قيامه بهذه الوظيفة العظمى..
ولما كانت حقيقة الامر هكذا فان انقاذ الايمان وارشاد الناس عامة الى الايمان ارشاداً تحقيقياً بل جعل ايمان العوام تحقيقياً هو اولى وظائف السيد المهدى وارفع مسلك من مسالكه، والذي يقتضى اسم المهدى والمرشد بمعناه