ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 67
(1-86)

استفادة تفوق المعتاد ويتذوقن منها اذواقاً روحية خالصة، بمثل ما جاء في الحديث الشريف (عليكم بدين العجائز) المذكور في رسائل النور.
وعوضاً عن السرور والبهجة والعطف الاخوي الناشئ من مجالسة اخواتي الثلاث -رحمهن الله- أحسن المولى الكريم عليّ الالوف من السيدات والشابات، وجعلهن سبحانه و تعالى في موضع اخوات لي، فاستفيد من دعواتهن وتعلقهن برسائل النور الوفاً من الفوائد والثمرات المعنوية والمسرات الروحية، وهناك امارات عديدة على صدق هذا القسم الثاني يعرفها اخوتي.
وعوضاً عن حرماني من العون المادي والمعنوي الذي كان يمدانني به فى الدنيا اخوايّ المرحومان ومن عطفهما ورأفتهما، فقد احسن سبحانه وتعالى برحمته عليّ مئات الالوف من اخوة حقيقيين مضحين في خدمة رسائل النور يحملون عطفاً خالصاً ويمدّون اليّ يد العون بل يفدون رأسمال حياتهم الاخروية فضلاً عن حياتهم الدنيوية.
وعوضاً عن حرماني من اذواق العطف والحنان النابعة من الاولاد - حيث لا اولاد لي فى الدنيا - انعم سبحانه وتعالى عليّّ مئات الالوف من الاولاد الابرياء، من حيث استفادتهم من رسائل النور مستقبلاً. فحوّل سبحانه وتعالى هذه العواطف الثلاث والشفقة الرؤوفة الجزئية الى مئات الالوف منها.
وفيما يخص هذا القسم هناك امارات كثيرة جداً. حتى يعلم من يعاونني في اموري من الاخوة. أن الاطفال فى "اميرداغ" و"بولفادين"(1) يتعلقون بي ويبدون من الاحترام والارتباط اكثر مما يبدونها لوالديهم. فأمثلة هذا كثيرة جداً بتحويله سبحانه وتعالى هذا الذوق واللذة والاحترام المتسم بالرأفة من هذا العطف الجزئي الشخصي الى صور الالوف من العواطف الكلية والرأفة العمومية.
فلقد استشعرتْ ارواح هؤلاء الاطفال الابرياء بحس مسبق - كما هو في بعض ذوي الارواح المباركة - ان رسائل النور ستربيهم تربية الوالدين في الدنيا وستصونهم من البلايا.. لذا يظهرون احتراماً وتوقيراً لخادم النور اكثر مما يظهرونه لوالديهم. حتى ان طفلة لا تتجاوز عمرها ثلاث سنوات اتتني مهرولة اليّ مخترقة الاشواك، علماً انني لا اعرفها. ولكثرة ما في "بولفادين" من الاطفال الابرياء المحبوبين ما كنا نخلص منهم ونحن نقطعها بالسيارة. بل حتى فى كل

--------------------------------------------------------------------------

(1) قصبة تابعة لولاية آفيون. - المترجم.

لايوجد صوت