ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 68
(1-86)

مكان رغم انهم لم يسمعوا عني شيئاً ولم يشاهدوني. فان اظهارهم هذا العطف والحنان نحوي اكثر مما يبدونه لوالديهم جعلني ارى فى الايمان بذرة الجنة حقاً - بالنسبة لي - حتى من حيث جسمي وهواي.

اشارة قصيرة الى حقيقة مهمة
هناك اشارات لقسم من الاحاديث الشريفة:
أن حقائق الايمان تبدو بوضوح اكثر لدى النساء في آخر الزمان، حتى يتمكنّ من وقاية انفسهن - الى حد - من مهالك الضلالة في ذلك الوقت. كما ان هناك حثاً على الاقتداء بالعجائز في آخر الزمان، كما هو في الحديث (عليكم بدين العجائز).
وهذا يعنى ان النساء اللاتي هن بطلات الشفقة ورائدات الحنان والعطف، يحُول اخلاصهن النابع من تلك السجية دون مهالك الضلالة المتمرغة بالتصنع والرياء في ذلك الوقت، فيظللن محتفظات باسلامهن.
وهناك حديث آخر فيه:
ان أبا البنات مرزوق، بمعنى أن في آخر الزمان، يكثر الاناث من الاطفال، ويكنّ طيبات، يبارك الله في أرزاقهّن.
كنت أجهل في السابق سر هذا الحديث الشريف وأمثاله، ولكني ولله الحمد فهمت مؤخراً شيئاً من أسراره، أشير اليه في غاية الاختصار:
ان اطفال الانسان ليسوا كصغار الحيوانات، اذ بينما تقدر هذه الصغار على الاعتماد على انفسها في غضون شهرين او ثلاثة، يحتاج طفل الانسان الى حماية ورعاية مكللة بالرحمة والرأفة، تستغرق عشر سنوات أو اكثر.
وبناء على هذا، لزم دوام شفقة الوالدات على اطفالهن وحمايتهم حماية جادة، وهي سجية فطرية مغروزة في الانسان خلافاً للحيوان. أما في الرجال فقد درجت الحكمة الالهية في فطرتهم سجية الشرف والغيرة، ليتمكنوا من القيام بمعاونة الوالدات الضعيفات والاطفال العاجزين.
وضمن هذه السجية -الشرف- درجت بطولة نادرة خالصة لا تقبل العوض والمقابل، ولكن -في الوقت الحاضر- دب فيها شئ من الفساد،

لايوجد صوت