ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 69
(1-86)

فضعفت على أثرها تلك البطولة في معظم الناس. الا ان السجية الفطرية لدى النساء -وهي الشفقة والحنان- لم تفسد.
فالنساء بهذه السجية الفطرية يؤدين خدمات جليلة بين المسلمين في آخر الزمان، فتلك الاحاديث الشريفة تشير رمزاً الى أهمية هذه السجية الفطرية ودورها في المجتمع، وكيف انها تكون ركيزة ضمن دائرة الاسلام.

[موافقة السنة في الزواج]
باسمه سبحانه
ِ﴿وان من شىء الا يسبح بحمده﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابداً دائماً
جواب عن سؤال ورد في صحف نشرت في بلدان خارجية(1).
"لم بقيت أعزباً خلافاً للسنة النبوية؟"
لقد قرأنا رسالتكم على استاذنا الذي يعاني أشد حالات المرض، فقال لنا:
لو لم اكن في حالة شديدة من المرض لكنت اكتب جوابا مفصلا لهؤلاء الاخوة الفاضلين الطيبين، الا ان حالتي الصحية المتردية لا تسمح لي بذلك. فاكتبوا في غاية الاختصار، في بضع نقاط، جواباً لاولئك الاخوة المخلصين البررة ولرفقائي في خدمة القرآن:
أولا: في الوقت الذي يلزم لصد هجوم زندقة رهيبة تُغير منذ أربعين سنة، فدائيون يضحّون بكل ما لديهم، قررت ان اضحي لحقيقة القرآن الكريم لا بسعادتي الدنيوية وحدها، بل اذا استدعى الامر بسعادتي الاخروية كذلك، فلأجل ان اتمكن من القيام بخدمة القرآن على وجهها الصحيح باخلاص حقيقي ما كان لي بد من ترك زواج الدنيا الوقتي - مع علمي بانه سنة نبوية - بل لو

-----------------------------------------------------------------------------

(1) ننقل ادناه نص الرسالة التي بعثها أحدهم الى الاستاذ النورسي في حينه:
"لقد قرأت عدداً من رسائل النور مع ترجمة حياتكم، فرأيت في الترجمة ان من شؤونكم الخاصة: العزوبة، وعدم ايجاد علاقة بشئ في الدنيا، الأمر الذي لوحظ سريانه الى" طلاب النور ايضاً. وبما ان هذا مما لا يتفق مع قوله تعالى" في سورة النساء: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء﴾(النساء:3)، وقولهy: (لا ترهّب في الاسلام) وقوله : (تناكحوا تكثروا فانى اباهي بكم الامم يوم القيامة) . فقد رأيت أن استوضح الأمر.
واني اعتقد ان الاعتراض الذي أوردته قد يندفع ببيان كون العزوبة مطلوبةً لطلاب النور، ذكورهم واناثهم الى سن معينة، من أجل التفرغ لخدمة القرآن والايمان في سن الفتوة والشباب، ولكني لا أرى بدا من البحث في هذا، مع تعيين السن التي يتمكن أولئك الطلاب من الزواج بعد الوصول اليها.
وليس لي على كل حال إلا انتظار جوابكم المقارن للصواب ان شاء الله."
نقلا عن كراس صدر ببغداد سنة 1953

لايوجد صوت