خلال ثلاثين سنة خلت - فإن أولئك الأولاد يكونون غير نافعين لكم في الدنيا - من جهة - ومدعين عليكم يوم القيامة، اذ يقولون لكم: "لِمَ لم تنقذوا إيماننا؟" فتندمون وتحزنون من قولهم هذا، يوم لا ينفع الندم، وما هذا الا مخالفة لحكمة السنة النبوية الشريفة".
[نكتة توحيدية في لفظ "هو"]
باسمه سبحانه
﴿وَاِنْ مِنْ شَيءٍْ اِلاَّ يُسَبِـّحُ بِحَمْدِهِ﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابداً دائماً
اخوتي الاعزاء الأوفياء!
لقد شاهدت -مشاهدة آنية- خلال سياحة فكرية خيالية، لدى مطالعة صحيفة الهواء من حيث جهته المادية فقط، نكتةً توحيدية ظريفة تولدت من لفظ "هو" الموجود في ﴿لا إله اِلاّ هو﴾ وفي ﴿قل هو الله أحد﴾ ورأيت فيها ان سبيل الايمان سهل ويسير الى حد الوجوب بينما سبيل الشرك والضلالة فيه من المحالات والمعضلات الى حد الامتناع.
سأبين باشارة في منتهى الاختصار تلك النكتة الظريفة الواسعة الطويلة.
نعم! ان حفنة من تراب، يمكن ان تكون موضع استنبات مئات من النباتات المزهرة اِنْ وضعتْ فيها متعاقبةً. فاِن اُحيل هذا الامر الى الطبيعة والأسباب يلزم؛ اِما ان تكون في تلك الحفنة من التراب مئات من المصانع المصغرة المعنوية، بل بعدد الأزهار.. أو ان كل ذرة من ذرات تلك الحفنة من التراب تعلم بناء تلك الأزهار المتنوعة وتركيبها بخصائصها المتنوعة واجهزتها الحيوية، اي لها علم محيط وقدرة مطلقة بما يشبه علم الإله وقدرته!!.
وكذلك الهواء الذي هو عرش من عروش الأمر والارادة الإلهية، فلكل جزء منه، من نسيم وريح، بل حتى للهواء الموجود في جزء من نَفَس الانسان الضَئيل عندما ينطق كلمة "هو" وظائف لا تعد ولا تحصى.
فلو اُسندت هذه الوظائف الى الطبيعة والمصادفة والاسباب؛ فإما أنه اي الهواء يحمل بمقياس مصغر مراكز بث واستقبال لجميع ما في العالم من اصوات ومكالمات في التلغراف والتلفون والراديو مع ما لا يحد من انواع الاصوات للكلام والمحادثات، وان يكون له القدرة على القيام بتلك الوظائف جميعها في وقت واحد.. أو أن ذلك الجزء من الهواء الموجود في كلمة "هو"، وكل جزء