اشارات الاعجاز | سورة الفاتحة (الآية | 24
(22-41)

(ايها الحكمة(1)! نحن معاشر الموجودات نجئ بارزين من ظلمات العدم بقدرة سلطان الازل، الى ضياء الوجود.. ونحن معاشر بني آدم بُعِثْنا بصفة المأمورية ممتازين من بين اخواننا الموجودات بحمل الامانة.. ونحن على جناح السفر من طريق الحشر الى السعادة الابدية، ونشتغل الآن بتدارك تلك السعادة وتنمية الاستعدادات التي هى رأسُ مالِنا.. وانا سيُّدُهم وخطيبهم. فها دونكم منشوري! وهو كلام ذلك السلطان الأزلي تتلألأ عليه سكّةُ الاعجاز. والمجيب عن هذه الاسئلة الجوابَ الصواب ليس الا القرآنُ، ذلك الكتاب..
كان(1) هذه الاربعة عناصره الاساسية.
فكما تتراءى هذه المقاصد الاربعة في كله، كذلك قد تتجلى في سورةٍ سورة، بل قد يُلْمَح بها في كلامٍ كلام، بل قد يُرْمَز اليها في كلمةٍ كلمة؛ لان كل جزء فجزء كالمرآة لكلٍ فكلٍ متصاعداً، كما ان الكل يتراءى في جزءٍ فجزءٍ متسلسلا.
ولهذه النكتة - اعني اشتراك الجزء مع الكل - يُعرّف القرآنُ المشخَّصُ كالكلي ذي الجزئيات؟.
 ان قلت: ارني هذه المقاصد الاربعة في (بسم الله) وفي (الحمد لله).
قلت: لما اُنزل ﴿بسم الله﴾ لتعليم العباد كان (قُلْ) مقدَّراً فيه. وهو الأُمّ في تقدير الاقوال القرآنية(2). فعلى هذا يكون في (قل) اشارة الى الرسالة.. وفي ﴿بسم الله﴾ رمز الى الالوهية.. وفي تقديم الباء تلويحٌ

-------------------------

(1) اى: ايها الفن المسمى بالحكمة. والفن يطلق على كل علم، والحكمة: علم يبحث عن حقائق الاشياء على ما هى عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية، فهى علم نظرى غير آلي (التعريفات).
(1) جواب لما .. (المؤلف).
(2) اى: يا محمد! قل هذا الكلام وعلّمه الناس (ت: 13)

لايوجد صوت