اشارات الاعجاز | سورة الفاتحة (الآية | 25
(22-41)

وفي ﴿الرحيم﴾ ايماء الى الحشر.
وكذلك في ﴿الحمد لله﴾ اشارةٌ الى الالوهية.. وفي لام الاختصاص رمزٌ الى التوحيد.. وفي ﴿رب العالمين﴾ ايماء الى العدالة والنبوة ايضا؛ لان بالرسل تربيةُ نوع البشر.. وفي ﴿مالك يوم الدين﴾ تصريح بالحشر.
حتى ان صَدَف ﴿اِنَّا اَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾(4) يتضمن هذه الجواهر. هذا مثالا فانسج على منواله.
﴿بِسْمِ الله﴾ كالشمس يضئ نَفْسَه كغيرِه، فاستغنى. حتى ان باءه متعلقة بالفعل المفهوم من معناها - اي: استعين به، او المفهوم عرفاً، أي: أتَيمّن به، أو بما يستلزمه (قل) المقدَّر من (أقرأ) - المؤخّر للاخلاص والتوحيد(1).
اما (الاسم) فاعلم! ان لله اسماء ذاتية، واسماء فعلية متنوعة كالغفار والرزاق والمحيي والمميت وأمثالها. وتنوّعُها وتكثُّرها بسبب تعدد نسبة القدرة الازلية الى انواع الكائنات(2). فكأن ﴿بسم الله﴾ استنزالٌ لتأثير وتعلق القدرة ليكون ذلك التعلقُ روحاً مُمدّاً لكسب العبد.
﴿الله﴾ لفظة الجلال نسخةٌ جامعة لجميع الصفات الكمالية لدلالتها التزاماً عليه؛ بسر استلزام ذاته تعالى لصفاته بخلاف سائر الأَعلام، لعدم الاستلزام.
﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾
وجه النظم: ان لفظ الجلال كما يتجلى منه الجلال بسلسلته، كذلك يتراءى الجمال بسلسلته من ﴿الرحمن الرحيم﴾. اذ الجلال والجمال

-----------------

(4) وهى من اقصر السور القرآنية.
(1) ان الافعال المذكورة المتعلقة بالباء، تقدّر مؤخراً للحصر ليتضمن الاخلاص والتوحيد (ت:14)
(2) اى بسبب علاقة القدرة الازلية وتعلّقها بانواع الكائنات وافرادها (ت:14)

لايوجد صوت