محاكمات | المقدمة الاولى | 11
(1-90)

ابناء البشر بل ككائن خرافي يدور في حكايات الناس ويتقدم الخرافات فاتحاً الطريق الى امثاله.
يا من يريد رؤية الحقيقة مجرّدة! انعم النظر في هذه المقدمة؛ لان باب الخرافات ينفتح من هذا الموضع، وباب التحقيق (العلمي) ينسد به، زد على ذلك ففي هذه الارض القاحلة الجرداء يضيع على الانسان أخذ العبرة من القصة، ويفوته البناء على اسس المتقدمين كما يمليه الترقي، ولايتجرأ على التصرف في ميراث الاسلاف ولا الزيادة عليه.
فان شئت قل للخواجة نصر الدين الشهير بـ(جحا الرومي): أهذه الاقوال الغريبة كلها لك؟ فسيكون جوابه: "هذه الاقوال تملأ المجلدات، وتحتاج الى عمر مديد. واقوالي كلها ليست من نوادر الكلم، فأنا عالم من العلماء تسعني زكاة ما نسبوا اليّ من اقوال. اما الباقي فارفضه واردّه لانها تقلب ظرافتي الى التصنع".
فيا هذا! من هذا العرق تنبت الخرافات والموضوعات، ومنه تتفرع، وهو الذي يزيل قوة الصدق.
خاتمة:
 ان احساناً يزيد على الاحسان الالهي ليس باحسان.
 ان حبة من حقيقة تفضل بيدراً من الخيالات.
 الاطمئنان والقناعة بالاحسان الالهي في التوصيف فرض.
 يجب الاّ يخل بنظام المجتمع مَن كان داخلاً فيه.
 أصل الشئ تبيّنه ثمرته. شرف الشئ في ذاته لا في نسله.
 اذا اختلطت في بضاعة، بضاعةٌ اخرى، فانها تنقص من قيمة الاولى وان كانت الثانية قيّمة ونفيسة، بل تسبب حجزها.
والان، بناءً على هذه النقاط، أقول:
ان اسناد قسم من الاحاديث الموضوعة الى "ابن عباس" رضي الله عنه وامثاله من الصحابة الكرام، لأجل الترغيب او الترهيب، اثارةً للعوام وحضاً لهم، انما هو جهل عظيم.

لايوجد صوت