ومن محاسن مشاورة الافكار تأسس المعتقدات والمسالك على البراهين القاطعة، وربط الحقائق بالحق الثابت الممدّ للكمالات كلها. مما يؤدي الى عدم تمويه الافكار وخداعها بإلباس الباطل لباس الحق!
ايها الاخوة المسلمون!
ان الوضع الحاضر يبشرنا بلسان الحال ان مضمون: ﴿جاء الحق وزهق الباطل﴾(الاسراء:81) قد أشرأب بعنقه ويشير بيده الى المستقبل منادياً بأعلى صوته:
ان الحاكم على الدهر وعلى طبائع البشر الى يوم القيامة هو "حقيقة الاسلام" التي هي تجلّي العدالة الازلية في عالم الكون، والتي هي الانسانية الكبرى. وما محاسن المدنية التي هي الانسانية الصغرى الاّ مقدمتها! ألا يشاهد انه قد خفف تلاحق الافكار وتنوّرها عن كاهل حقائق الاسلام طبقات تراب الاوهام والخيالات.. وهذا يبين ان ستنكشف تماماً تلك الحقائق التي هي نجوم سماء الهداية وستتلألأ وتسطع على رغم انوف الاعداء.
واذا شئت فاذهب الى المستقبل وادخل فيه وشاهد: كيف يهذر وينهزم في ميدان الحقائق - التي تحكمها وترعاها الحكمة - من يتحرى التوحيد في التثليث فيما لو بارز المتمسكين بالعقيدة الحقة، المتقلدين سيف البرهان، تلك العقيدة التي يرضاها التوحيد الخالص، والاعتقاد الكامل، والعقل السليم.
أقسم بالقرآن العظيم ذي الاسلوب الحكيم،انه ما ألقى النصارى وامثالهم في وديان الضلالة نافخاً فيهم الهوى الاّ عزل العقل وطرد البرهان وتقليد الرهبان..
وماجعل الاسلام يتجلى دوماً، وتنكشف حقائقه وتنبسط بنسبة انبساط افكار البشر الاّ تأسّسه على الحقيقة وتقلده البرهان ومشاورته العقل واعتلاؤه عرش الحقيقة ومطابقته دساتير الحكمة المتسلسلة من الازل الى الابد ومحاكاته لها.
الا يشاهد كيف يحيل القرآن الكريم في فواتح اكثر الايات وخواتمها البشر الى مراجعة الوجدان واستشارة العقل بقوله تعالى ﴿افلا ينظرون﴾ و﴿فانظروا﴾