العدم والظلمات، ويطردونه من وظيفة الخلق الفطرية. لان غلبة الشر على الخير تستلزم عبثية القابليات والميول المودعة في استعدادات البشر ليسود العالم وينال السعادة الابدية في الاخرة! والحال ان العبث مناقض للاستقراء التام، كما انه مناف لحكمة الصانع الحكيم، ومخالف لحكم النبي الصادق الامينy.
وسيصفّي المستقبل قسماً من هذه الدعاوي، اما تصفيتها النهائية فستشاهد في الاخرة، ذلك لان المستقبل هو ميدان تغلب الحسن والحق النوعي والعمومي -بغض النظر عن الاشخاص- فان متنا، فامتنا باقية.. لانرضى بالظهور والنصر لاربعين سنة بل نريد ألفاً من السنين في الاقل.
أما ميدان تغلب الحسن والحق والخير والكمال الشخصي والعام، والجزئي والكلي، ومحكمته الكبرى التي تجازى فيها البشر -كسائر اخوانه من الكائنات المنقادة- ويكافأ بما يوافق وينسجم مع استعداداته، فهو: الدار الاخرة، اذ يتجلى فيها الحق والعدالة المحضة.
نعم! ان هذه الدنيا الضيقة لاتسع ولاتلائم نمو وتزاهر ما أودع في جوهر البشر من استعدادت غير محدودة وميول ورغبات مخلوقة للابد. لذا يبعث الى عالم آخر كي تُربّى وتكمل تلك الميول والاستعدادات.
ان جوهر الانسان جليل، وماهيته رفيعة، وجنايته كذلك عظيمة وطاعته وانقياده مهمة، فهو لايشبه سائر الكائنات، لذا لا يمكن ان لاينتظم مع الكائنات ولاينقاد للأوامر.
نعم! ان المرشح للأبد عظيم، لن يُترك سدى، ولايكون عبثاً، ولايحكم عليه بالفناء المطلق، ولايهرب الى العدم الصرف.. بل جهنم فاغرة فاها، والجنة قد فتحت ذراعيها اللطيفتين لاحتضانه.
خاتمة:
ان مستقبل الاسلام وآسيا، باهر وفي غاية السطوع واللمعان، كمايتراءى من بعيد. لأن هناك أربعاً او خمساً من القوى، تتفق - بما لا يمكن مقاومتها - على سيادة الاسلام المهيمن اولاً وآخراً على آسيا:
القوة الاولى: