محاكمات | المقدمة الاولى | 28
(1-90)

قوة الاسلام الحقيقية المدعمة بالمعرفة والمدنية.
القوة الثانية:
الحاجة المجهّزة بتوافر الوسائل وتكمّل المبادئ والاسباب.
القوة الثالثة:
المنافسة والغبطة والغيظ المضمر، هي أمور تهيئ الصحوة العامة الناشئة من رؤية آسيا في منتهى السفالة وغيرها في منتهي الرفاه.
القوة الرابعة:
استعداد الفطرة المجهّز: بتوحيد الكلمة، الذي هو دستور الموحّدين.. وبدماثة الخلق والاعتدال، الذي هو خاصة الوضع الحاضر.. وبتنوير الاذهان، الذي هو ضياء الزمان.. وبتلاحق الأفكار، الذي هو قانون المدنية.. وبسلامة الفطرة، التي هي لازمة البداوة.. وبالخفة والاقدام، وهما ثمرة الضرورة.
القوة الخامسة:
الرغبة في التحضر والتمدن والنزوع الى التجدد والتقدم المادي - الذي يتوقف عليه اعلاء كلمة الله في هذا الوقت - التي يأمر بها الاسلام، ويدفع اليها الزمان، ويلجئ اليها الفقر الشديد، والأمل الباعث للحياة بموت اليأس القاتل لكل رغبة.والذي يدعم هذه القوى ويمدّها: تغلّب مساوي المدنية على محاسنها، تلك المساوي التي بثت الفوضى في الاجانب وارهقت الحضارات وشيّبتها.. ثم عدم كفاية السعي للسفاهة (اي عدم سدّه لمتطلباته)، ولهذا سببان:
الاول: فسح المجال للسفاهة، وتلبية شهوات النفس، بعدم جعل الدين والفضيلة دستوراً للمدنية.
الثاني: التباين الاجتماعي الرهيب في الحياة المعشية، الناشئ من فقدان التراحم الناجم من حب الشهوات ومجافاة الدين.
نعم! ان هذا الالحاد ومجافاة الدين قد سبب فوضىً في المدنية الاوروبية، وقلبها رأساً على عقب، بحيث ولّد كثيراً من المنظمات الفوضوية وهيئات الافساد والإضلال. فلو لم يُلجأ الى حقيقة الشريعة الغراء، ولم يُتحصن بذلك

لايوجد صوت