محاكمات | المقدمة الاولى | 29
(1-90)

الحبل المتين ولم يوضع سدٌّ تجاه هذه المنظمات الفوضوية كسد ذي القرنين، فستدمّر تلك المنظمات عالم مدنيتهم وتقضي عليها، كما يهددونها حالياً.
ترى لو صارت الزكاة التي هي مسألة واحدة من الف من مسائل حقيقة الاسلام، دستور المدنية وأساس التعاون فيها، ألا تكون دواءً ناجعاً وترياقاً شافياً للتباين الفظيع في الحياة المعاشية، الذي هو جحر الحيات والسم الزعاف والبلاء المدمّر؟
بلى! سيكون الدواء الناجع الساري المفعول أبداً.
 واذا قيل:
"لِمَ لا يكون السبب الذي ادّى الى تغلب أوروبا الى الان سبباً لاستمراره"؟
فالجواب:
طالع مقدمة هذا الكتاب، ثم أدم النظر في هذا:
كان سبب رقيها هو: التأني في اخذ كل شئ او تركه.. والصلابة في الامر، التي هي من شأن برودة بلادهم.. ونمو الفكر والمعرفة والتوجه الى الصناعة لكثرة السكان وضيق المكان والمساكن.. والتعاون والتتبع الحاصلين من وجود الوسائط المساعدة كالبحر والمعادن وامثالها.. أما الان فقد تطورت وسائل النقل الى درجة كبيرة بحيث اصبح العالم كالمدينة الواحدة، وغدا أهله في مداولتهم الامور كانهم في مجلس واحد، بحكم التقدم في وسائل المخابرات والمطبوعات. نحصل من هذا: اننا سنلحق بهم، بل نسبقهم، إن حالفنا التوفيق الالهي لان حملهم ثقيل وحملنا خفيف.

خاتمة الخاتمة

لايوجد صوت