محاكمات | المقدمة الاولى | 30
(1-90)

ان ما يفتح حظ آسيا وسَعد الاسلام هو الشورى والحرية، المشروطتان بتربية الشريعة الغراء(1).

تنبيه:
ان الامور التي تسمى بمحاسن المدنية ما هي الاّ مسائل شرعية حوّلَتْ الى شكل آخر.




المقدمة العاشرة
لا يؤاخذ المتكلم فيما يتكلم من كلام، بكل ما يرد الى ذهن السامع؛ لأن المفاهيم والمعاني - سوى ما سيق له الكلام - هي في عهدة المتكلم بالارادة، فان لم يردها لايعاتب، الاّ انه ضامن حتماً بالغرض والقصد.
وقد تقرر في علم البيان: ان الصدق والكذب يعقبان قصد المتكلم وغرضه، فالتبعة والمؤاخذة في المقصود وفيما سيق له الكلام، على المتكلم. أما الذنب والخلل في مستتبعات الكلام - اي في تلويحاته وتلميحاته - وفي وسائله واسلوب عرضه - اي في صور المعاني وطرز الافادة والمعاني الاولى - فليس على المتكلم، بل على العرف والعادة والقبول العام، اذ يُحترم العرف والقبول العام لأجل التفهيم. ثم اذا كان الكلام حكاية، فالخلل والخطأ يعودان الى المحكي عنه.
نعم! لا يؤاخذ المتكلم في الصور والمستتبعات، اذ تناولهما ليس لجني الثمرات وانما للتسلق منهما الى أغصان مقاصد أعلى. فان شئت فتأمل في الكنايات، فمثلاً:

--------------------------------------------------

(1) يا اخوة النور! ان حزب القرآن الذين خاطبهم الاستاذ الحبيب في ذلك الوقت هم الآن طلاب النور. فانتبهوا! ان مافي هذه الصفحات يخاطبنا نحن بالذات، فاجعلوا وسائل العلم والمدنية في خدمة الاسلام، واعلنوا حضارة الاسلام للعالم اجمع (مصطفى صنغور).

لايوجد صوت