فلكل مرتبة من هذه المراتب درجتها وقيمتها ومقامها، لا تتزاحم هذه المراتب، وانما تشتبك فينشأ الاشتباه، ولا بد من التمييز، اذ كما لو مزجت دائرة الاسباب بدائرة الاعتقاد تتولد البطالة والكسل تحت اسم التوكل، او ينتج مذهب الاعتزال باسم مراعاة الاسباب، فان المراتب والدوائر هذه ان لم تفرز تنتج مثل هذه النتائج.
المقدمة الحادية عشرة
قد يتضمن الكلام الواحد احكاماً عدة، فربما يحوي الصدف الواحد كثيراً من الدرر. والمقرر لدى ارباب العقول:
ان القضية الواحدة تتضمن قضايا عدة؛ كل يثمر ثمراً مبايناً للآخر، كما نبع ونشأ من أصل مختلف.. فالعاجز عن التمييز يجانب الحق ويغترب عنه.
مثال ذلك:
-------------------------------------------------
ولكل حدّ مطّلع، اي: لكل حدّ مصعد يصعد اليه من معرفة علمه. وفي المثل (الحديث ذو شجونٌ) أي فنون واغراض، وقيل: أي يدخل بعضه في بعض، أي: ذو شعب وامتساك بعضه ببعض.. واصل الشجنة بالكسر والضم شعبة من غصن من غصون الشجرة.
(لسان العرب باختصار)