محاكمات | المقدمة الاولى | 41
(1-90)

منها. ثم نتدلى ونتدرج من جو السماء حتى ننـزل الى مهدنا، الارض التي بسطها وهيأها الخالق الرحمن لراحتنا.. ثم ننظر بإنعام الى الانسان، كيف انه يرمي بمهده بعد تجاوزه مرحلة الطفولة، فانه يرسل الى قصور السعادة الابدية كذلك بتخريب الارض.
وبعد ان نديم التأمل في هذا، ندخل ميدان الماضي بالسير الروحاني الذي لايقيده زمان ولامكان ونتحاور مع ابناء جنسنا، أبناء الماضي بأمواج البرقيات التاريخية، ونتعلم العبر والاحداث التي وقعت في تلك الزوايا الآفلة، ونصنع منها قطاراً للأفكار. ثم نرجع عائدين ونزور ابناء جنسنا ونتوجه الى مشرق المستقبل لنرى - ونري الآخرين - فجر سعادته الصادق الذي يتراءى من بعيد. ثم نركب قطار "الرقي والتقدم" وسفينة "السعي" المسماة بالتوفيق، حاملين في أيدينا مصباح البرهان وندخل معه "الزمان" الذي يبدو مظلم البداية، الاّ ان وراءه سطوعاً، لكي نصافح أبناء المستقبل ونهنئهم بسعادتهم التى يرفلون فيها.
وهكذا ففي هذه الصورة الفوطوغرافية المصغرة تندرج صورة جميلة، ستظهر لك محرراً.
والآن.. في هذه الارض تنبت اشجار الكتب المذكورة وتسقى بجداول المقالات الثلاث.
ايها الاخ!
قبل ان آخذ بيدك واوصلك الى خزينة الحقائق، ابادر الى سرد بضع مسائل وعدتك اياها، لأدفع بها غشاوة الخيالات عن بصر بصيرتك، تلك الخيالات التي صارت كالغول تضع ايديها على عينك فتغمضها، وتدفع صدرك وتخوفك.. وان أرتك شيئاً: فالنور نارٌ والدرّ مَدَرٌ. فاحذرها.
واعلم! ان أعظم منشأ يولد شبهاتك، مسائل تتعلق:
بكروية الأرض.. ثم الثور والحوت.. وجبل قاف.. وسد ذي القرنين.. واوتادية الجبال.. ووجود جهنم تحت الارض.. والآيات الكريمة: ﴿دحيها﴾ و﴿سطحت﴾ و﴿الشمس تجري لمستقر لها﴾ و﴿ينـزّل من السماء من جبال

لايوجد صوت