الاسلام.. أما الان فلاجل تربية امثال هؤلاء الاصدقاء، اضطر الى ان لا أمس - بذلك السيف - الا قليلاً من خيالاتهم المفرطة التي يتلهف لها العوام.
وعلى الرغم من ان اموراً شخصية كهذه لا تستوجب مثل هذه المباحث، فان الأمر لم يعد امراً شخصياً، بل اصبحت مسألة عامة تتعلق بحياة المدارس الدينية.
ألا فليعلم اولئك الظاهريون! انهم عبثاً يحاولون.. فلقد تركونا حتى الآن في غيابة الجهل بهذرهم وسفسطتهم هذه التي يغرم بها العوام ويريدون ان يدعونا جاهلين، ليستغلوا جهلنا.
هيهات! لا.. ولن يكون هذا.. ستُبعث الحياة في المدارس الدينية! والسلام.
ثم انه مما يشوش افكار الظاهريين، ويخلّ بخيالاتهم، اعتقادهم ان دلائل صدق الانبياء عليهم السلام، محصورة ضمن خوارق العادات. واعتبارهم ان جميع احوال رسولنا الكريمy وحركاته - او معظمها - لا بد ان تكون خارقة. وهذا ما لايسمح به الواقع، لذا لايستقيم ولايصلح لهم ما يتخيلون. اذ ان اعتقاداً كهذا غفلة عظيمة عن سر الحكمة الالهية في الوجود، وعن تسليم الانبياء عليهم السلام مقاليد الانقياد الى قوانين الله الجارية في العالم.
نعم! ان كل حال من احوالهy وكل حركة من حركاته دليل على صدقه، وتشهد على تمسكه بالحق، مع انه يتبع السنن الالهية وينقاد اليها (سينبّه الى هذا في المقالة الثالثة).
ثم ان اظهار الخوارق ما هو الاّ لتصديق النبوة، والتصديق يحصل على اكمل وجه بمعجزاته الظاهرة، فاذا زادت عن الحاجة، فاما ان تكون عبثاً.. او منافية لسر التكليف - الذي هو امتحان في الامور النظرية دون البديهيات او ما يقرب منها حيث يتساوى الادنى مع الاعلى - او تكون مخالفة للتسليم والانقياد لجريان الحكمة. بينما الانبياء عليهم السلام مكلّفون بالعبودية والتسليم اكثر من اي احد.
فياطالب الحق، الناظر الى كلماتي المشتتة!