محاكمات | المقدمة الاولى | 39
(1-90)

ان الميول المزروعة في ماهيتك ستنمو وتفتح الازاهير بشمس الحقيقة التي تجري وهي ساكنة في المقدمات الاثنتي عشرة المذكورة.
خاتمة:
من يدّعي انه سيد - من اهل البيت - وهو ليس منهم، ومن ينكر انتسابه اليهم وهو سيد، كلاهما مذنب. فالدخول في السادة والخروج منهم كما انه حرام،كذلك النقصان والزيادة في القرآن الكريم والحديث الشريف ممنوع، بل الزيادة اضر لإفسادها النظام وفتحها أبواباً لمرور الاوهام؛ لان الجهل ربما يكون عذراً للنقصان، بينما الزيادة لاتكون الاّ بالعلم، والعالم لايعذر، فكما ان هذا هكذا، فالوصل والفصل في الدين لا يجوز ايضاً، بل ان ادخال زيف الحكايات وخبث الاسرائيليات واباطيل التشبيهات في ألماس العقيدة وجوهر الشريعة ودرر الاحكام انما هو حطّ لقيمتها وتنفير لطالبيها من متحري الحقيقة، ودفعهم للندامة.
خاتمة الخاتمة: ان ترك المستعد لما هو أهل للقيام به، وتشبثه بما ليس اهلاً له، عصيان كبير وخرق فاضح لطاعة الشريعة الكونية (شريعة الخلقة). اذ من شأن هذه الشريعة: انتشار استعداد الانسان ونفوذ قابليته في الصنعة واحترام مقاييس الصنعة ومحبتها وامتثال نواميسها والتمثل بها. وخلاصة الكلام: ان شأن هذه الشريعة؛ الفناء في الصنعة.
واذ وظيفة الخلقة هذه، فان الانسان بمخالفته هذه الشريعة؛ يغير الصورة اللائقة بالصنعة ويخل بنواميسها. ويشوّه صورة الصنعة غير الطبيعية - التي تشبث القيام بها - بميله الكامن للصنعة الاخرى لعدم الامتزاج بين الميل والصنعة، فيختلط الحابل بالنابل.
وبناءً على هذا: فان كثيراً جداً من الناس يمضي بميل السيادة والآمرية والتفوق على الاخرين، فيجعل العلم المشوّق المرشد الناصح اللطيف، وسيلة قسر واكراه لاستبداده وتفوقه، فبدلاً من ان يخدم العلم يستخدمه. وعلى هذا فقد دخلت الوظائف بيد من ليسوا لها أهلاً، ولاسيما الوظائف في المدارس الدينية، فآلت الى الاندراس نتيجة هذا الامر.

لايوجد صوت