محاكمات | المقدمة الاولى | 60
(1-90)

ان اعلام المعلوم، لاسيما ان كان مشاهداً عبث، كما هو معلوم. اي لابد من وجود نقطة غرابة تخرجه من العبثية.
فلو قيل: انظروا الى الارض كيف جعلناها مسطحة ومهداً مع كرويتها، وقد نجت من تسلط البحار..
او اذا قيل: انظروا كيف تجري الشمس لتنظيم معيشتكم مع استقرارها.
أو مثل: انظروا كيف تغرب الشمس في عين حمئة وهي بعيدة عنا الوف السنين..
عند ذلك تخرج معاني الآيات من الكناية الى الصراحة.
نعم! ان نقاط الغرابة هذه هي نكات بلاغية.




المسألة الثامنة
ان مما ورط الظاهربين، بل السبب الاول الذي دفعهم الى القلق والتردد،هو:
التباس الامكانات بالوقوعات(1)، والخلط بينهما. فيقولون مثلاً: اذا كان الشئ هكذا، فهو ممكن في القدرة الالهية، وهو ادلّ على عظمته تعالى في عقولنا، فهو اذاً واقع!... هيهات! ايها المسكين! اين عقولكم من ان تكون مهندسة الكون؟ فانتم عاجزون عن ان تحيطوا بالحسن الكلي بعقلكم الجزئي هذا! لوكان انف بطول ذراع من ذهب ربما يستحسنه من حصر فيه النظر!!

------------------------------------------------------------

(1) الوقوعات: حصول الشئ ووجوده بعد ان كان معدوماً ، ولا يلزم من امكان وجود الشئ وجوده فعلاً، فشمس ثانية يمكن وجودها ولكنها غيرموجودة.

لايوجد صوت