نفسه، لان العناصر الاربعة الاساسية للاسلام، وهي الكتاب والسنة والاجماع والقياس، لاتولد مثل هذه المواد ولاتركبها.
حاصل الكلام: ان تلك العناصر.. هي عناصر، وهي بسيطة، وهي اربعة، وهي من مستنقع الفلسفة، وليست من معدن الشريعة الخالص، ولكن لدخول اخطاء الفلسفة في لسان سلفنا، وجدوا محملاً صحيحاً لها. لان السلف عندما قالوا اربعة فهي ظاهراً اربعة، او هي حقيقة اربعة، وهي التي تولد الاجسام العضوية: مولد الماء والحموضة والآزوت والكربون. وان كنت حراً في تفكيرك فانظر الى شر هذه الفلسفة، كيف ألقت الأذهان الى السفالة والأسر. فمرحى للفلسفة الجديدة المتحررة التي قضت على تلك الفلسفة اليونانية المستبدة قضاءً مبرماً.
تحقق اذاً مما سبق: ان مفتاح دلائل اعجاز الايات وكشاف اسرار البلاغة، هو في معدن البلاغة العربية، وليس في مصنع الفلسفة اليونانية.
ايها الأخ! لما كان الاهتمام واللهفة في كشف الاسرار أبلغنا هذا المقام. وجعلناك تصحبنا ونقلق فكرك، ونشعر بما تعانيه من اتعاب فالآن نطوّف بك في ميادين عنصر البلاغة ومفتاح الاعجاز في المقالة الثانية.
واياك ان ينفرك اغلاق اسلوبها، وظاهر مسائلها المهلهل. لان دقة معانيها هي التي اغلقتها. وجمال معانيها بذاتها هو الذي جعلها مستغنية عن الزينة الظاهرية.
نعم! ان صداق المستغنية المتغنجة، انعام النظر، ومنازلها سويداء القلب. فما خلعتُ عليها من ملابس يخالف طراز هذا العصر، ذلك لانني قد ترعرعت في الجبال، وهي مدرسة شرقي الاناضول فلم اتعلم الخياطة الحديثة!
ثم ان اسلوب بيان الشخص يمثل شخصيته. وانا كما ترون وتسمعون: معمىً، مشكل الحل.
تم… تم…