محاكمات | عنصر العقيدة | 108
(91-136)

والجلال. اذ الاحسان فرع لثروة المحسن ودليل عليها، والايجاد، لوجود الموجد، والايجاب لوجوب الموجب، والتحسين لحسن المحسن المناسب له.
وكذلك ان الصانع منزّه عن جميع النقائص، لأنها تنشأ من عدم استعداد ماهيات الماديات، وهو تعالى مجرد عن الماديات. وكذلك انه تعالى مقدس عن لوازم واوصاف نشأت من امكان ماهيات الكائنات، وهو سبحانه واجب الوجود ليس كمثله شئ جل جلاله.

مقدمة
 ان قلت: لقد ذكر في الديباجة ان الكلمة الثانية من كلمتي الشهادة شاهدة على الاولى ومشهودة.
الجواب: نعم ! ان أقوى منهج من بين المناهج المؤدية الى معرفة الله، كعبة الكمالات، واكثرها استقامة، هو المحجة البيضاء التي سلكها صاحب المدينة المنورةy. ذلك المنهج الذي ترجمه لسانه الصادق المبارك العاكس كالمرآة لما في قلبه الشريف - الذي هو كمشكاة مطلة على عوالم الغيب - فهوy روح الهداية، واصدق شاهد حي وافصح برهان ناطق واقطع حجة على الصانع الجليل؛ اذ من حيث الخليقة، ذاته برهان باهر، ومن حيث الحقيقة لسانه شاهد صادق.
نعم! ان محمداًy حجة قاطعة على وجوده تعالى وعلى النبوة وعلى الحشر وعلى الحق وعلى الحقيقة. كما سيأتي تفصيله.
تنبيه: لا يلزم الدور؛ لان صدقه ثابت بادلة لاتتوقف على ادلة الصانع.
تمهيد: ان رسولنا الكريمy برهان على وجوده تعالى، لهذا يجب اثبات صدق هذا البرهان، ونتاجه وصحته صورة ومادةً، نحو:

لايوجد صوت