وفي[5] التساوي[6] فالتماس [7] وقعا
[1]اعلم! انه يتفرع من الامر -كالنهي- التهديد والتعجيز والتسخير والتسوية والتمنى والتأديب والارشاد والامتنان والاكرام والامتهان والاحتقار والوجوب والحرمة والندب والكراهة والاباحة والتخيير والايجاد. وكذا التعجب وغيرها، وامثالها من المعاني الهوائية التي يتشربها لفظ الأمر أو النهى والامر باعتبار المقامات.
ثم ان الأمر للوجوب، لان روح الاوامر "كن" وهو تامة للايجاد. ويتضمن الناقصة أيضاً.
أما الاوامر المتعلقة بأفعال المكلفين، فللابقاء على الاختيار استبدل الايجاد بالايجاب، لأنهما صنوان والايجاب ينتج الوجوب في أمر الخالق دون الخلق، لجواز تخلف مطلوبهم عن طلبهم.(1)
[2] أي وإن لم يكن عالياً.
[3] أي الاستعلاء للغير.(ولقد سفل من استعلى غيراً غير عال).
[4] ما أجهل من لم يخص بالدعاء من اختص بامر الايجاد.
[5] اذا عصرت "في" و"فا" تقطرت "ان" فلا اشكال.(2)
[6]أي من جهة ما به التساوي اذ قد يتساوى المتباينان(3).
------------------------------------------------------------------
(1) (أما الاوامر المتعلقة الخ) دفع لما يرد على ماقال: من (أن روح الاوامر (كن) وهو تام بمعنى الايجاد): انه لو كان بمعنى الايجاد لزم أن يكون الأمر المتعلق بافعال المكلفين أمراً إيجاديا. ويترشح من هذا (الجبر) والحال (لا جبر ولا تفويض).
وجه الدفع: أن ذلك الأمر استبدل في حق العبد بالإِيجاب فهو أمر إيجابي، أي يتعلق الأمر بفعل العبد لها بالاختيار، لا إيجادي يتعلق بنفس الأفعال.
(2) (إذا عصرت (في)وفا: يعني بعدما تأملت في كون (الفاء) فصيحة وفي كون (في) ظرفية يتقطر من ذلك أن (إن) مع شرطه مقدر: تقديره إن كان التساوي فالتماس، فيخلص التركيب عن الأشكال.
(3) (إذ المتساويان قد يتباينان) كالمؤمن والكافر في التجارة مثلا، فالأمر الصادر من أحدهما للآخر التماس من جهة التجارة.