مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 13
(1-45)

مدنيتهم وتقدمهم ولأجل المحافظة على نظام البلاد وأمنها الذي يُعدّ اساس سعادة الدنيا، فهذه الصداقة اذاً لا تدخل قطعاً ضمن النهي القرآني.
س: ان قسماً من افراد "جون تورك" يقولون: لا تخاطبوا النصارى بـ: "يا كافر" استهانةً بهم، فهم أهل كتاب!.. لماذا لا نخاطب الكافر بـ"ايها الكافر"؟!.
ج: مثلما لا تقولون للأعور: أيها الاعور! لئلا يتأذى، فهناك نهيٌ عن آذاهم كما جاء في الحديث الشريف: [من آذى ذمياً... الخ](1).
وثانياً للكافر معنيان:
فالأول : وهو المتبادر الى الذهن عُرفاً وهو: المُنكِر للخالق سبحانه والملحد الذي لادين له، فهذا المعنى ليس لنا الحق في اطلاقه على أهل الكتاب.
وثانيه: هو المنكِر لرسولنا الأعظمy وللاسلام، فهذا المعنى، لنا الحق ان نطلقه عليهم، وهم راضون به كذلك. ولكن لماّ كان المعنى الأول هو الذي يتبادر الى الذهن مباشرة، صارت تلك الكلمة، كلمة تحقير واهانة واذى، زد على ذلك انه لا اضطرار لخلط "دائرة الاعتقاد" بـ "دائرة المعاملات" وربما هذا هو ما يقصده ذلك القسم من "جون ترك".
س: نسمع كثيراً من الأخبار المؤسفة والحوادث السيئة، لاسيما من غير المسلمين. . كأن تزوج احدهم بمسلمة.. وكذا وكذا في مكان، وكيت وكيت في مكان آخر، وحدث ماحدث في مكان... الخ...
ج: نعم، ان وقوع هذه الأمور السيئة الفاسدة وأمثالها أمر هو أقرب مايكون بالضرورة - مع الأسف - في دولة مستجدة وغير مستقرة، وفي أمة جاهلة متخلفة، علماً انه كان هناك أسوأ من هذه السيئات في الماضي، ولكنها كانت خافية عنّا، الاّ أنها ظهرت الآن للعيان. فالداء اذا ماظهر يسهل علاجه. وكذا فالذي لايرى من الامور العظيمة الاّ التقصيرات ينخدع ويخدع الآخرين بالخب الخبيث اذ من شأنه إنبات سيئة واحدة وإثمارها كي تطغى على الحسنات، هذا وان الطور العجيب لهذا الخب، هو أنه يجمع الامور المتفرقة في الزمان والمكان ويوحّدها معاً، وينظر من خلال ذلك الحجاب الاسود الى الأشياء. حقاً إن الخب بأنواعه المختلفة هو ماكنة الغرائب ومصنعها. ألا ترى ان عاشقاً خبّاً كيف يرى الكائنات تتراقص متضاحكة متحابة متجاذبة.. وان 
---------------------------------------------
(1) تمام الحديث: (من آذى ذمياً فأنا خصمه) رواه ابو داود عن عدة ابناء اصحاب رسول اللهy.. قال في المقاصد: وسنده لابأس به. (راجع كشف الخفاء 2/298).

لايوجد صوت