مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 14
(1-45)

والدة حزينة بوفاة طفلها كيف ترى الكائنات نادبة متباكية حزينة؟ فكلٌ يجني ما يشتهيه وما يلائمه. سأورد لكم مثلاً بهذه المناسبة:
تأملوا! اذا دخل احدكم في بستان رائع جميل يشتمل على أنواع الأزاهير والثمرات، لأجل أن يتنزه فيه ويستجمّ ساعة من الزمان. وكانت في بعض جوانب البستان بعض العفونات والنجاسات - حيث أن وجود النقص مع الكمال من مقتضيات هذا العالم وليس المبّرأ من النقص الاّ الجنة - فإنه لايبحث ولا يتحرّى الاّ تلك العفونات ولا يديم النظر الاّ الى تلك النجاسات، لانحراف في مزاجه. وكأن ليس في ذلك البستان الباهر الاّ تلك. ثم يتوسع ويتسنبل ذلك الخيال الفاسد بحكم التوهم والتخيل حتى يحسب ان ذلك البستان الرائع مسلخٌ قذرٌ أو مزبلة وسخة ويأخذه الدوار والغثيان، ويبدأ بالتقيؤ وينكص على عقبيه.
فيا ترى هل ترضى الحكمة والمصلحة بوجههما الصبوح أمثال هذا الخيال المنغّص للذة حياة البشر.
ألا تَرَون: أن مَن أحسَنَ رؤيتَه حَسُنَتْ رويّته وتفكيره، فتحسُنُ رؤياه، ويستمتع بحياته.
س: كيف يجوز تجنيد غير المسلم وانخراطه في سلك الجيش؟.
ج: بأربعة اوجه(1):
اولاً: ما الجندية الاّ للحرب.. فلقد قاتلتم بالأمس دُبّاً ضخماً وعاونكم النساء والغجر والصبيان والكلاب ونصروكم، فهل في ذلك من بأس عليكم أو من عارٍ عليكم؟
ثانياً: كان للنبيy معاهدون وحلفاء من مشركي العرب وكانوا يخرجون معاً الى الحرب، بينما هؤلاء أهل كتاب.. ولأنهم يكونون متفرقين في الجيش، لا متجمعين، فان كثرتنا الغالبة، وقوة مشاعرنا، ستحدّان من الضرر الموهوم.
ثالثاً: قد استُخدم في جيش الدول الإسلامية غير المسلمين - ولو نادراً - والجيش الانكشاري(2) شاهد على هذا. 
--------------------------------------------------------
(1) المذكور هنا ثلاثة اوجه أما الوجه الرابع فهو انحصار العسكرية فينا فقد ادمج في السؤال الذي يلي الجواب. الوجه الرابع اصبح السؤال التالي.
(2) وهو تنظيم عسكري وضعه الغازي اورخان ابن عثمان (مؤسس الدولة العثمانية)، خدم الدولة العثمانية كثيراً في البداية، ثم دبّ فيه الفساد واصبح مشكلة عويصة، الى ان نجح السلطان محمود الثاني في إلغائه وتصفيته واقامة (النظام الجديد) بدلاً منه، وهو نظام سعى الى التجديد في الجيش العثماني. المترجم.

لايوجد صوت