ومستدلين بالآية الكريمة ﴿ومنْ لم يحكم بما أنزل الله...﴾(المائدة: 44) فهؤلاء المساكين لم يعرفوا أن ﴿ومَن لم يحكم﴾ هو يعني "مَن لم يصدّق". فيا للعجب... كيف لا اعارض مَن ظن الاستبداد السابق حريةً وهاجم القانون الأساس! ولكن مع أن اولئك كانوا يعارضون الحكومة الاّ أنهم أرادوا استبداداً أشدّ، لهذا كنت أرفضهم وأردّ عليهم، فمضللّو أهل "الحرية" هم الآن من هذا القسم.
أما القسم الثاني: وهم أهل التفريط فلا يعرفون الدين، ويعترضون ظلماً على المسلمين ويهاجمونهم بدون انصاف محتجّين بالتعصب، فالذين انسلخوا من "عثمانيتهم" وتجردوا منها، والذين يريدون التمثل بأوروبا وتقليدها كليّاً، هم الآن من هذا القسم.
أيها العوام! فالآن... نستودعكم الله...
انتظروا فان لي دعوى أبحثها مع الخواص، ولي مسألة مهمة مع الحكومة، مع الأشراف، مع اولئك الذين ليسوا من الماسونيين من جماعة الاتحاد والترقي.
ياطبقة الخواص! نحن العوام ومعاشر أهل المدرسة الدينية نطالبكم بحقنا!..
س: ماتريدون؟ .
ج: نريد أن تصدقوا قولكم بفعلكم، ولاتعتذروا بقصور غيركم، ولا تتواكلوا فيما بينكم وتتكاسلوا في خدمتنا الواجبة عليكم، وان تتداركوا فيما فاتنا بسببكم، وان تستمعوا الى أحوالنا وتستشيروا حاجاتنا، وان تستفسروا عن اوضاعنا، وتَدَعوا لَهوَكم جانباً!..
الحاصل: اننا نطلب ضمان مستقبل العلماء في الولايات الشرقية ونطلب نصيبنا من معنى "الاتحاد" و"الترقى" لا من الاسم فنطلب ماهو هيّن عليكم وعظيم عندنا.
س: افصح عن مقصدك ولاتتركه مبهماً. ماذا تريد؟.
ج: نطلب تأسيس "مدرسة الزهراء" - شقيقة الجامع الأزهر - التي تتضمن الجامعة. نطلب تأسيسها في "بتليس" مع رفيقتها في كل من "وان" و"دياربكر" جناحَي بتليس، اطمأنوا أننا - نحن الأكراد - لسنا كالآخرين - فنحن نعلم يقيناً أن حياتنا الاجتماعية تنشأ من حياة الأتراك وسعادتهم.
س: كيف؟ مثل ماذا؟ ولِمَ؟.
ج: ان لها بعض شرائط تربوية، ومجاري واردات، ومحاسن ثمرات...