اسباب المحبة العظيمة - كجبل سَبحان -(2) الناشئة من الايمان والاسلام والانسانية والجنسية.
نعم، ان الاسلام والانسانية اللتين تقتضيان المحبة هما كجبل "أُحُد" أما الأسباب المنتجة للعداء فليست الاّ كالحصيّات الصغيرة. فالذي يجعل العداء يتغلب على المحبة يرتكب في الحقيقة حماقة عظيمة، كمن يبخس من قيمة جبل "أُحد" ويستصغره الى أدنى من حصاة !!.
ان العداء والمحبة كالضياء والظلام لايجتمعان أبداً، فاذا تغلب العداء، انقلبت المحبة الى مداراة وتصنّع، أما اذا تغلبت المحبة فالعداء ينقلب الى ترحّم واشفاق ورقّة قلب.
ان مذهبي هو ابداء الحب للمحبة، واظهار الخصام للعداء، أي أن أحبّ شئ اليّ في الدنيا هي المحبة، وابغض شئ عندي هو الخصام والعداء.
س: ما الفرق بين الشيخ الولي والمتشيخ المدّعي للولاية؟.
ج: ان كان هدف الشخص وغايته الاتحاد بضياء القلب ونور الفكر، وكان مسلكه المحبة، وشعاره ترك حبّ الذات والأنانية، وكان مشربه انكار الذات (المحويّة) وطريقته الحميّة الاسلامية، ربما يكون شيخاًَ مرشداً حقاً. ولكن ان كان مسلكه اظهار مزاياه بتنقيص الآخرين، ويلقّن محبته - الى مريديه - بخصومة الآخرين، وينحاز الى نفسه ويلتزم جانبها مما يستلزم الاختلاف وشق العصا، وكان يظهر أن محبته متوقفة على خصومة الآخرين مما ينتج الغيبة والميل اليها.. فما هو الاّ متشيّخ يتطلع الى الرئاسة، أو ذئب متغنّم (في زي غنم) فلا ينتهي به الأمر الاّ الى جعل الدين وسيلة لجرّ مغانم الدنيا. أو هو منخدع بلذة منحوسة مشؤومة أو بأجتهادٍ خطأ يجعله يُحسن الظن بنفسه ويفتح طريق سوء الظن في المشايخ الكرام والذوات المباركة.
س: كلامك حسن جميل، ولكن اين من يسمع؟ ومسلكك عالٍ ورفيع ولكن من يتّبع؟
ج: [ما لايدرك كله لايترك كله](1).. و [انما الاعمال بالنيات](2).. [ان الملام على من اتبع الهوى والسلام على من اتبع الهدى].
---------------------------------------------------------
(2) جبل في شرقي تركيا. المترجم.
(1) (ما لا يدرك كله لا يترك جلّه) هو معنى الآية ﴿فاتقوا الله ما استطعتم﴾ والحديث (اتق الله ما استطعت) ولفظ الترجمة قاعدة وليس بحديث (كشف الخفاء للعجلونى 2/196).