والجمال المجلّى(1) فيمكن أن يرى من اللون النوراني الباعث من امتزاج هذه الخصال الحميدة شئ من منظر اللون الأرجواني من بين الألوان السبعة لقوس قزح قاب قوسي الشرق والغرب والطاق المعلّى لكعبة سعادتهما.
ولكن لايحصل الاتحاد بالجهل، بل الاتحاد امتزاج للأفكار، وهذا الامتزاج لايتمّ الاّ بالنور الوضئ للمعرفة.
س: لِمَ سكتّ في السابق؟.
ج: [لأن الاستبداد كان مانعاً للاتحاد فكنت سكتّ على جمر الغضى](2)
س: الهجوم على المشايخ الذين وقعوا في البدع فيه خطر عليك، لأن فيهم أولياء [ألا تخاف أن تصيبهم بجهالة فتصبح على ما فعلت من النادمين].
ج: [ان المولى جل جلاله قد وَسَم بقدرته على جباههم الرفيعة نقش الحقيقة. ومُرادي أن أرشد من طاش فهمه من ذلك النقش](3) نعم ان هجومي ليس عليهم بل لهم. وذلك لئلا يقلل من شأنهم غير الكفوئين الذين يتزيّونَ بزيّهم. فعلى هذا أعلن ولا أبالي:
اني على عزم جازم ان أقتحم المهالك - ايّاً كانت - أمام ما أصبو اليه من سلامة الاسلام، ولن يثنوني عن عزمي بالتهديد والتخويف. وما قيمة هذه الحياة الدنيا التي يفديها أدنى أرمني لقومه؟. فكيف أخاف عليها وعلاقتي واهية معها، ولاسيما انها كادت تطير مني سبع مرات، الاّ أن الله سبحانه أبقاها عندي أمانةً. فاذاً ليس لي حق المنّة في بذلها والتضحية بها. ومع ان الروح ارادت الطيران من القفص الى الشجر، والعقل نزع الى الهروب الى اليأس، الاّ انهما استُبقيا كي تفدي الحياة نفسها في المستقبل. فالتهديد اذن باستلاب هذه الحياة لاقيمة له وليس بشئ عندي. ولم يبق ما يهددوني به الاّ الحياة الأخروية، فلو حرمت حتى من هذه الحياة، فلن أحجم عن مقصدي ولا أرضى بالبقاء تحت وطء منّتها وثقلها. فان دَعوا على تلك الروح المحترقة الآن بنار الأسى والأسف لتحرق في نار جهنم، فليكن ولا أبالي، لأن الوجدان باخراجه نار الاسى منه يتضمن فردوساً من المقاصد، كما أن الخيال يشكل جنة من الأمل. فليكن الجميع على علم أنني قابض على حياتيّ بيدي كلتيهما ومنهمك بحربين مع عدوين في ميدانين للمبارزة، فلا يرتقينّ أحدٌ إلى ميداني من يملك حياة واحدة!.
------------------------------------------------------
(1) ان كل فقرة من هذه الفقرات في هذا الاسلوب المسلسل تشير الى شعاع من اشعة الاسلام والى جمال من جماله والى سجية من سجاياه والى رابطة من روابطه والى اساس من اسسه - المؤلف.
(2) قلت هذا الكلام عندما كنت افكر في لزوم اللغة العربية - المؤلف.
(3) ان المرشدين قد اجتمعوا في هذه التكية، اي في هذه العبارة، فلا تغادرهم دون زيارة لهم ففيها اشارة الى كل من المولوي والقادري والنقشبندي والبكتاش - المؤلف.