مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 31
(1-45)

[نعم أن بينهم حماة للمليّة، فنشكرهم.. ومتكاسلين، فنشكوَهم.. ومتحيرين، فنرشدهم.. وأمواتاً فنحافظ على ميراثهم لئلا يأخذه مَنْ..] برز الى الميدان حديثاً.
س: لقد كنتَ - سابقاً - تودّ الشيوخ جميعاً وتحبهم بل تحسن الظن حتى بالمتشيخين، فما هذا الهجوم على قسم من المتشيخين الذين ابتلوا بالبدع؟
ج: قد يرد العداء من فرط المحبة وشدتها! نعم، فكما كنت أحبّهم لأجل نفسي، فقد عشقتهم لنفس الاسلام أضعاف أضعافها،
[لقد انتقش في سويداء قلوبهم الطاهرة الصبغة الربّانية وفي خلدهم ضياء الحقيقة](2)
[نديمانْ بادَهَا خوْر دند رفتند تهى خمخانها كردندورَفتنْد].(3)
الاّ أن أس أساس مسلكهم: تنوير القلوب وربطها بالفضيلة الاسلامية والسير عليها، أي: الانطباع بالحمية الاسلامية، اي: ترك المنافع الشخصية لأجل الاخلاص، اي: التوجه الى تأسيس المحبة العامة، أي: خدمة الاتحاد الاسلامي والدعوة اليه.
[فوا أسفاً لقد أساؤا متكئين وتكاسلوا في خدمتهم فحينئذٍ أريد تحويل هممهم الى مجراها الحقيقي القديم ].
س: انت تذكر دوماً "الاتحاد الاسلامي" ألا تعرّفه لنا؟.
ج: قد عرّفته في مؤلفي "المحكمة العسكرية العرفية"وسوف أريكم حجراً من ذلك القصر المعلّى ونقشاً منه:
ان "الكعبة المكرمة" هي الحجر الأسود لكعبة سعادتنا التي هي الاتحاد الاسلامي المنوّر. و "الروضة المطهّرة" درّته البيضاء، و"جزيرة العرب" مكته المكرمة و"الدولة العثمانية" المنفّذة للحرية الشرعية بحذافيرها هي مدينته المنورة لمدنيّتها.
فان شئت ان ترى مليّة الاسلام والحجر الاساس للاتحاد الاسلامي ونقشه، فدونك التوقير اللائق الغيور النابع من الحياء والحمية.. والتبسم البرئ الناشئ من الاحترام والرحمة.. والحلاوة الروحانية الحاصلة من الفصاحة والملاحة.. والنشوة السماوية الناشئة من العشق الفتي والشوق الربيعي.. واللذة الملكوتية المتولدة من الحزن الغروبي والفرح السَحَري.. والزينة المقدّسة المتجلّية من الحُسن المجرد 
---------------------------------------------------
(2) ان هذا الاسلوب قد نسج من قطع الخرق المباركة لأحد السلاسل (للأولياء الصوفيين) أي هو اشارة الى أولياء عظام من أمثال: الشاه النقشبندي، الامام الرباني، خالد ضياء الدين، سيد طه، سيد صبغة الله، وسيدا - المؤلف.
(3) بيت بالفارسية تعنى: ان الندماء شربوا ما شربوا وتركوا الحانة خالية. المترجم.

لايوجد صوت