مناظرات | س : ان لم يكن على الدين ضرر، فليكن مايكون ولانبالي | 28
(1-45)

ج: ان ما يعين ذلك النبع هو الإعانة الملّية الاسلامية، وهي الصدقات والنذور التي هي ابناء عمومة الزكاة تنبض بعرقها، وتعين في الخدمات.
س: لِمَ تسخَر كثيراً من عاداتنا المستمرة وتزيفها؟(3).
ج: لأن لكل زمان حكماً، وهذا الزمان يحكم على عادات هرمة بالموت والنسخ، لأن مضارها قد ترجّحت على منافعها، وهذا الترجيح يفتي بأعدامها والقضاء عليها.
س: ما أول ما يلزمنا؟.
ج: الصدق.
س: ثم ؟
ج: عدم الكذب.
س: ثم ؟
ج : الصدق والاخلاص والوفاء، والثبات، والتساند.
س: فقط ؟
ج: أجل.
س: ولِمَ ؟
ج : ان ماهية الكفر الكذب، وماهية الايمان الصدق، أليس هذا البرهان كافياً: أن بقاء حياتنا مرهونة بدوام الايمان والصدق والتساند.
س: ألا يلزم اولاً اصلاح رؤسائنا؟.
ج: نعم، كما أن الرؤساء قد أخذوا أموالكم وحجزوها في جيوبهم، فقد أخذوا عقولكم أيضاً أو حجزوها في أدمغتكم. لذا فأنا الآن اخاطب عقولكم الموجودة لديهم:
فيا ايتها الرؤوس والرؤساء، ايّاكم والتواكل الذي هو عين التكاسل، ولاتسوّفوا في الأعمال فيحولها بعضكم الى بعض، اخدمونا بأموالنا التي في ايديكم وبما تملكون من عقول. فقد أخذتم اجرتكم باستخدامكم هؤلاء المساكين... فهذا أوان الخدمة والعمل [فعليكم بالتدارك لما ضيّعتم في الصيف](1).
س: يبدو منذ سنين أنه قد تنبهت الرغبة في التدين وتيقّظ الشعور الديني والنزوع الى الحق، حتى تاب أشقياء "كه وه دان ومامه خوران" توبةً نصوحاً 
---------------------------------------------------
(3) تجد كأن بعض الاسئلة دخيلة في الموضوع وكأن ودياناً تفصل بينها ولكن اذا ركب الخيال منطاداً وأخذ بيده منظاراً مكبراًَ فلربما يجد مواطنها - المؤلف.
(1) "في الصيف ضيّعتِ اللبن" مثل يضرب لمن يطلب شيئاً قد فوّته على نفسه. المترجم.

لايوجد صوت